قبل ساعات من انطلاق محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والتي نقلتها السلطات القضائية في اللحظات الأخيرة إلى أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس حيث تجري أيضاً محاكمة سلفه حسني مبارك، حملت زيارة خاطفة أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة رسائل «دعم للحكم الموقت تنفيذ خريطة الطريق، والتي سيكون أولى محطاتها الاستفتاء على الدستور أواخر العام»، فيما طالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بضرورة توفير ضمانات محاكمة عادلة للرئيس السابق. ومن القاهرة انتقل كيري الى الرياض التي وصل اليها مساء. ويجري الوزير الاميركي محادثات مع المسؤولين السعوديين يتوقع ان تركز على العلاقات الثنائية والملف السوري وإمكان عقد مؤتمر «جنيف 2» والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويعقد كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل مؤتمراً صحافياً عصر اليوم في الرياض في ختام زيارته للمملكة. وكان رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار نبيل فريد أعلن نقل محاكمة مرسي و14 من أركان حكمه وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين» اليوم إلى أكاديمية الشرطة في ضاحية التجمع الخامس على أطراف القاهرة، بعدما كان مقرراً أن تعقد في معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة. ورفعت القوات المسلحة والشرطة درجة الاستعداد إلى القصوى، اعتباراً من أمس استعداداً لبدء المحاكمة. ووضعت خطة بالتنسيق والتعاون بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية تتضمن كل محافظات مصر وليس الحزام الخاص بمقر المحاكمة، فضلاً عن المناطق الحدودية والمعابر. وجدد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي، في بيان، دعوته الى الاحتشاد أمام مقر المحكمة، احتجاجاً على «المحاكمة العبثية للرئيس الشرعي المنتخب المختطف ودفاعاً عن إرادة هذا الوطن وحريته». وتعهد بسلمية التجمع، وتحدى السلطات بأن «تجرؤ على البث المباشر للمحاكمة». كما دعت جماعة «الإخوان المسلمين» إلى «الزحف» الى المحكمة اليوم. وكان وزير الخارجية الأميركي اجتمع مع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بعدما التقى الرئيس الموقت عدلي منصور ونظيره المصري نبيل فهمي في زيارة خاطفة إلى القاهرة أمس. ونقل بيان رئاسي عن كيري قوله خلال لقائه منصور أن الرئيس باراك أوباما كلفه بالتوجه إلى القاهرة في ضوء حرص بلاده على إزالة ما شاب العلاقات الثنائية المصرية - الأميركية من ضباب وغيوم، فيما قال منصور ان القاهرة «تؤمن بأهمية إعادة تقويم علاقتها بالولايات المتحدة»، مشيراً إلى ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأي العام المصري، ومشدداً على أن «العلاقات الثنائية لا يجب ولا يليق اختزالها في ملف المساعدات، إذ ان المساعدات جزء من المصالح المشتركة بين البلدين التي هي أشمل وأكبر من ذلك بكثير». وكان كيري أكد في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري دعم بلاده جهود السلطة الموقتة في تنفيذ خريطة الطريق المعلنة، وأقر بأن أميركا أدركت أن القرار الخاص بحجب جزء من المساعدات «لم يحقق المطلوب منه»، وسعى إلى التقليل من شأن القرار الذي أثار سخط القاهرة، قائلا ان «هذا القرار ليس عقاباً ولكنه يتعلق بالقوانين الأميركية»، ولمح إلى إمكان التراجع عنه، مشيراً إلى الاستمرار في العمل مع مصر والكونغرس من أجل قضية المساعدات. وتطرق الوزير الاميركي إلى محاكمة مرسي والوضع السياسي المتأزم، موضحاً أنه ناقش مع فهمي «الحاجة لإنهاء العنف وإجراء محاكمات نزيهة وشفافة لكل المصريين». وشدد على أن بلاده «ملتزمة ومستمرة في التعامل مع الحكومة المصرية الموقتة». واستبقت اسرائيل وصول كيري الذي يزورها بعد غد، في اطار جولته الحالية على المنطقة، بطرح عطاءات لبناء 1859 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة بينها 828 وحدة في القدسالشرقيةالمحتلة، كما أعلنت منظمة»سلام الآن» المناهضة للاستيطان امس، كما قررت بناء سياج امني على الحدود في غور الأردن، ما دفع السلطة الفلسطينية الى التهديد باللجوء الى مجلس الامن واعتبار ذلك «خطوة استباقية لافشال زيارة كيري». وكان كيري اعلن في القاهرة انه لا يزال متفائلاً بتوصل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى نتيجة، رغم انه أقر بأن «المستوطنات هزت رؤية الناس» وجعلتهم يتساءلون عما اذا كان المتفاوضون «جادين».