بحث الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، واقع العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير إيهاب بدوي، للصحافيين عقب اللقاء، إن "كيري أوضح خلال اللقاء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كلَّفه بالتوجه إلى القاهرة في ضوء حرص الولاياتالمتحدة الأميركية على إزالة ما شاب العلاقات الثنائية المصرية - الأميركية من ضباب وغيوم". وأضاف بدوي ان كيري أكد أن الولاياتالمتحدة تُثمّن علاقاتها مع مصر بشكل كبير، ناقلاً عن وزير الخارجية الأميركي قوله إن " "مصر، التي تُشكل ربع سكان العالم العربي ولديها تاريخ وحضارة لا مثيل لهما فى المنطقة، هي بالنسبة للولايات المتحدة ركيزة ورمانة ميزان المنطقة، وأنه من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تكون مصر قوية في المرحلة المقبلة". وتابع أن الوزير كيري استعرض خلال اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والقائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالخارجية الأميركية السفيرة اليزابيث جونز، عدداً من الإجراءات التي تنوى الولاياتالمتحدة القيام بها في المستقبل القريب، والتي من شأنها أن تؤدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر واستعادة الاقتصاد المصري إلى عافيته. وقال إن الرئيس منصور أكد من جانبه أن مصر تؤمن بأهمية إعادة تقييم علاقتها بالولاياتالمتحدة الأميركية في تلك المرحلة، وأشار إلى ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأى العام المصري. ونقل بدوي عن الرئيس المصري قوله إن "العلاقات الثنائية المصرية - الأميركية لا يجب ولا يليق اختزالها في ملف المساعدات، فالمساعدات هي جزء من المصالح المشتركة بين البلدين التي هي أشمل وأكبر من ذلك بكثير". وأضاف أن الرئيس (المصري) تطرق كذلك إلى الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب بصفة خاصة وما تواجهه من تحديات أمنية بصفة عامة، وأشار إلى "ما بدا من إغفال للمجتمع الدولي لما تواجهه مصر من أعمال عنف وإرهاب في أعقاب ثورة 30 يونيو، وأوضح أن العالم اليوم بات يدرك بشكل أكثر وضوحاً ما جرى وما يجرى في مصر". ووفقاً للمتحدث بإسم الرئاسة المصرية، فقد عقَّب وزير الخارجية الأميركي مؤكداً أن الولاياتالمتحدة تعلم أن مصر تواجه مخاطر أمنية في غاية الخطورة، ولفت إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية، وأشار إلى حرص الولاياتالمتحدة إلى أن يتحقق الاستقرار في مصر في أقرب فرصة، وأنها ستسعى للإسهام في تحقيق ذلك". وأضاف بدوي أن الوزير كيري أثنى على ما تم من خطوات على مستوى تنفيذ خارطة المستقبل، وأعرب معرباً عن تطلع واشنطن لإتمام الاستحقاقات المقبلة للخارطة طبقاً لجدولها الزمني وبما يتيح استعادة العلاقات الثنائية لزخمها المعهود. واستطرد كيري قائلاً إن "الولاياتالمتحدة لا تعمل في تلك المرحلة الحالية على الماضي، وإنما تعمل على المستقبل"، معربا عن أمله، ومع الأخذ في الاعتبار لمعطيات المرحلة، في أن تشهد المرحلة المقبلة تدعيم العلاقات الثنائية وازدهارها. وكان كيري أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري نبيل فهمي عقب مباحثاتهما بوقت سابق، أن مصر "شريك حيوي لبلاده، وأن شراكة الولاياتالمتحدة مع مصر ستكون أقوى بوجود حكومة مدنية ديمقراطية، وأعمال الإرهاب في مصر يجب أن تنتهي لأنها تعد شريكاً حيوياً للولايات المتحدة في التوقيت الحالي". وأضاف "لقد تحدثت مع الوزير فهمي قبل قدومي اليوم، وأكدت له أن أميركا تبذل قصارى جهدها لتحقيق الصالح العام لمصر وتدعم التحول الديمقراطي في مصر وتطبيق خارطة المستقبل للمرحلة الانتقالية، ونحن نريد لمصر النجاح ونسعى للمساهمة في تحقيق هذا النجاح، كما أنها تلعب دوراً سياسياً هاماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وأضاف ان العلاقات مع مصر هي أكبر من مسألة المساعدات الأميركية، موضحاً أن واشنطن ستسمر في دعم مصر وتأمين حدودها ومكافحة الإرهاب. كما أكد وزير الخارجية الأميركي على "أن نجاح مصر في يد الشعب المصري وحده، والمصريين اثبتوا للعالم كله قوتهم وإصرارهم، وما تمر به مصر ظروف عصيبة نتمنى تخطيها بسرعة"، نافياً أن تكون واشنطن "تعاقب مصر بقطع جزء من المساعدات عنها". وأعلن أن بلاده تقبل دعوة الرئيس المصري عدلي منصور لإقامة حوار استراتيجي بين البلدين. بدوره قال فهمي، إن "العلاقات بين مصر وأميركا تمر بمرحلة اضطراب". وقال فهمي "نرحب بزيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مصر في مرحلة تمر بها المنطقة بتطورات حساسة وتحتاج إلى تواصل دولي، مؤكداً أن مصر تتطلع إلى أن تكون دولة رائدة في مجال الحرية والديمقراطية". من ناحية أخرى، قال كيري إن "الرئيس الأميركي باراك أوباما أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن قضية المستوطنات لا تلقى قبولاً وتعرقل الأمور"، مطالباً الجميع "التحدث بلغة السلام". وكان كيري وصل إلى القاهرة قبل ظهر اليوم، في زيارة تستغرق عدة ساعات. وأثار توقيت زيارة كيري حالة من اللغط على الساحة المصرية بالنظر إلى كونها تأتي قبل يوم واحد من انعقاد أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين المنحلة بتهمة التحريض على قتل متظاهرين سلميين، فيما أكد المتحدث الرسمي بإسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أنه لا يوجد رابط بين الزيارة والمحاكمة.