قال محللون ان انتخابات باكستان المحلية المقرر ان تبدأ غدا الخميس تمثل تجربة لانتخابات عامة تجرى عام 2007 من المرجح ان تحدد المستقبل السياسي للرئيس برويز مشرف. وتجرى الانتخابات على ثلاث مراحل وهى غير حزبية من الناحية الرسمية لكن الاحزاب تؤيد علانية مرشحين في محاولة لترسيخ قواعدها الشعبية. وقال عياض أمير المعلق السياسي والكاتب بصحيفة دون (الفجر) «هذه الانتخابات المحلية ليست مهمة بالنسبة للديمقراطية في باكستان بقدر أهميتها لمستقبل مشرف.» وتابع «انها بمثابة تجربة لانتخابات 2007» ويتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع غدا الخميس ثم يوم 25 اغسطس (اب) لاختيار أعضاء المجالس في مناطق بشتى أنحاء البلاد. وفي 29 سبتمبر (ايلول) يختار اعضاء المجالس الفائزين رؤساء الأحياء الذين يتمتعون عادة بنفوذ كبير. وقال أمير: «كل من سيشغل منصب رئيس منطقة سيتمتع بسلطة كبيرة وسيكون في وضع يسمح له بشن حملة لانتخابات (2007) والتأثير على النتيجة.» وكان مشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري شعبي قبل نحو ستة أعوام قد فاز بفترة رئاسية مدتها خمس سنوات من خلال استفتاء مثير للجدل اجري في عام 2002. وعدل لاحقا الدستور للسماح له بالاحتفاظ بمنصب قائد الجيش الى جانب منصب الرئاسة وذلك بمساعدة تحالف من احزاب دينية. ومن المقرر بموجب الدستور ان يصوت البرلمان الذي سيتمخض عن انتخابات 2007 وكذلك مجالس من اقاليم باكستان الاربعة على اختيار الرئيس القادم. ويقول محللون ان معركة الانتخابات المحلية ستشهد منافسة شرسة في البنجاب أكبر الأقاليم من حيث عدد السكان حيث ينحصر التنافس الرئيسي بين الرابطة الاسلامية الباكستانية الموالية لمشرف وحزب الشعب الباكستاني بزعامة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. وقال المعلق السياسي حسن عسكري رضوي «هذه الانتخابات تجربة تديرها الاحزاب السياسية من اجل الانتخابات العامة القادمة. انهم يريدون اظهار قوتهم.» وتابع «الاحزاب السياسية منخرطة بشكل مباشر في هذه الانتخابات. انها(الانتخابات) غير حزبية شكليا.» وقال محللون ان مشرف يأمل في ان يحقق المرشحون المدعومون من الرابطة الاسلامية الباكستانية فوزا واضحا خاصة في اقليمي البنجاب والسند. ويقولون ان اداء متواضعا للمرشحين المدعومين من حزب الرابطة الاسلامية سيجعل مشرف يعيد النظر في خططه. ومع الشقاق الواضح بين مشرف وتحالف أحزاب دينية محافظة يعرف باسم مجلس العمل المتحد فربما يبحث عن مصادر دعم أخرى مع اقتراب انتخابات 2007. وسيزيد هذا من فرص المصالحة مع الاحزاب الليبرالية العلمانية مثل حزب بوتو. وقال رضوي «اذا فازت الرابطة الإسلامية فستكون مشكلاته أقل.. واذا حدث عكس ذلك فسوف يتحتم عليه اجراء مفاوضات مع حزب الشعب للحصول على الأغلبية المطلوبة للفوز بفترته القادمة.» والسؤال الكبير الآخر المثار في الانتخابات المحلية وهي الأولى منذ عام 2002 هو مدى النجاح الذي سيحققه التحالف الديني (مجلس العمل المتحد). وكان المجلس قد سيطر بشكل غير متوقع على الاقليم الشمالي الغربي الحدودي واقتسم السلطة في بلوخستان في الانتخابات العامة التي جرت عام 2002. وقال أمير «إنها (الانتخابات) نوع من الاستفتاء لرؤية ما اذا كانوا لا يزالون يتمتعون بالتأييد الشعبي ام لا.»