بالأمس القريب ودعت المملكة والأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي شخصية شهد العالم أجمع بفاعليتها المؤثرة في الساحات العربية والإسلامية والدولية.. وتأثيرها الإيجابي في السياسات الداخلية والخارجية للمملكة.. انه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله -. واليوم ونحن نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - فإننا نحمد الله ونشكره أن قد وهب الله هذا الوطن رجلا أحببناه منذ زمن بعيد.. لما يتمتع به من شيم عربية وإسلامية.. محباً للحياة الأصيلة في شبه الجزيرة العربية.. فنشأ فارساً منذ الصغر يتمتع بخصال الفرسان بما تحتويه من معاني الشهامة والكرم والحلم وطهارة النفس والإحساس بالضعفاء.. من الأخلاق التي يتحلى بها العرب الأصليون.. يشعرك إذا جلست إليه تحاكيه.. ويستمع إليك.. يعطيك احساساً كأنه قريب منك.. أخ، أب، أو صديق.. فلله الحمد والمنة على عطاياه لبلدنا وعلى الترابط والتآخي بين الشعب والقيادة الحكيمة.. ويتضح جلياً في أول تصريح للملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد البيعة نقاء سريرته - أيده الله - حينما طلب من شعبه أن يشدوا من أزره ويدعوا الله له بتحمل الأمانة وألا يبخلوا عليه بالنصح.. هذا هو المعدن الطيب للشعب السعودي المسالم.. الذي يتعايش مع قادته في نسيج واحد. وقد تحمل فعلياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - مسؤولية وأقدار هذا الوطن.. كعادته دائماً فإنه كان ومازال داعماً للتضامن العربي وتعميق أواصر الاخوة بين الدول العربية.. كما تشهد له مواقفه في تقوية العلاقات بين دول العالم الإسلامي من خلال مؤتمرات التضامن الإسلامي. نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يعين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - على تحمل المسؤوليات والتحديات الجسام التي تنتظره.. وأن يواصل دوره الكبير ومساعيه الحكيمة في السياسة الداخلية والخارجية للمملكة.. ليسود الخير والسلام لكافة الشعوب العربية والإسلامية.. وندعو الله عز وجل أن يوفقه لمواصلة السياسات الإصلاحية التي تتماشى مع شرع الله القويم.. الذي اختارته قياداتنا المتتابعة أعزهم الله ليكون دستوراً لنا.. ومنهجا لا يمكن أن نحيد عنه. كما نسأل المولى عز وجل أن يوفق ذا الأيادي البيضاء التي تنثر الخير في كافة المجالات وفي كل مكان - ولي العهد - سلطان الخير.. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. الذي كانت له أدوار رئيسية في منظومة التطور والنهضة التنموية الحديثة التي تعيشها المملكة.. ولازلنا نرى انجازاته وعطاءه مستمراً.. في كافة الميادين المدنية والعسكرية والخيرية والإنسانية. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين - الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسدد خطاهما وليحفظ الله لبلادنا دائماً أمنها وأمانها واستقرارها.. واستكمال مسيرة العطاء التي بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبناؤه من بعده.