لم يكن أحد من العاملين بالتلفزيون السعودي بمختلف مستوياتهم يتوقع إشادة من الاعلاميين والاعلام المحلي بالذات خلال توجههم إلى المشاعر المقدسة لتغطية موسم الحج, لأنهم تعودوا على النقد في كل الأحوال والظروف. التلفزيون السعودي كعادته في مثل هذه المناسبات جند كل طاقاته البشرية والمادية لتغطية مشاعر الحج وتمكن من خلال كاميراته ومصوريه من نقل الصورة الحية والمباشرة لجموع الحجيج نقلت من خلاله العديد من القنوات الفضائية الكثير من الصور المباشرة. وما سبق ليس محاولة لمدح التلفزيون السعودي والعاملين فيه وإنما لإعطاء الزملاء العاملين بالتلفزيون بعض الشكر على ما بذل من جهد في المساهمة في نقل هذه المناسبة المهمة. وحين تتحدث بعض الأصوات الإعلامية عن تقليدية التلفزيون في نقل فعاليات المشاعر المقدسة وأنها لم تتغير ككل عام فهم بالتأكيد يجهلون بأن التلفزيون السعودي معني بشكل عام بنقل جميع فعاليات المشاعر والجهود التي تقدمها الدولة لخدمة الحجيج, ومعني أيضاً بنقل جميع تحركات الحجاج لحظة بلحظة, وهل تخيل الزملاء الذين ينتقدون النقل التلفزيوني لو أن التلفزيون السعودي في عرفة بدلاً من نقل الصورة الكاملة للحجاج في هذا المشعر الكبير اكتفى بعرض فيلم يتحدث عن جبل عرفة تاريخياً واستضاف فيه من يتحدث عن أهمية الجبل دينياً؟!. أو قام حين اتجه جموع الحجيج إلى منى لرمي الجمرات واكتفى ببث تقرير عن المناسبة وكيف بدأ الحجاج رمي الجمرات في حجهم الأول؟. هل سيكون التلفزيون السعودي عندئذ متميزاً وخلاقاً؟!. إن مقارنة التلفزيون السعودي بقناة إخبارية مثل العربية أو غيرها من القنوات الإخبارية مقارنة ظالمة وليست مبنية على أسس إعلامية لأن العربية وسكاي نيوز وحتى CNN قنوات إخبارية ليس مطلوباً منها نقل الحدث بل التقارير واللقطات السريعة والحديثة والآنية وهذا ليس الدور المطلوب من تلفزيوننا العزيز. إن التلفزيون السعودي بجميع قنواته يملك مجموعة من الشباب الواعد والمتحمس والطموح معظمهم يملك القدرة على إدارة قنوات وليس مجرد العمل بها وهم بحاجة إلى بعض الثقة مع بداية عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون وبحاجة إلى من يقول لهم شكراً لأنهم يستحقون ذلك.