يُعد "الحج" موسماً تلفزيونياً للقنوات العربية، خصوصاً الخليجية، على مستوى اجندة البرمجة اليومية قبل وخلال فترة تأدية المناسك. ولا غرابة في أن يستطلع عبدالرحمن الهزاع المكلف بإدارة التلفزيون السعودي عبر صفحته في الفيس بوك آراء لمعرفة القناة الاكثر تميزاً. لكن وبعيداً من المقارنة بين قنوات التلفزيون السعودي، لعل ما يميز القنوات الاخبارية في العالم، عن بعضها البعض، هو مدى قوة وجودة وكثافة تغطيتها الميدانية. ولا غرابة أيضاً ان تولي قناة الاخبارية السعودية جل اهتمامها إلى موسم الحج، بعيداً من من المقارنة الفنية والنظر الى حجم تغطية منافسيها مثل العربية والجزيرة. وروجت الاخبارية حملة خاصة بها بعنوان "الحج الركن الخمس.. رحلة العمر لا تفسدها"، في محاولة منها لدعم حملة "لا حج بلا تصريح". اضافة الى ذلك صممت القناة شعاراً خاصاً لهذه المناسبة الدينية، وكان موحداً لقنوات التلفزيون. انتجت الاخبارية لموسم حج هذا العام، متفوقة على منافسيها بالأرقام، 104 تقارير ميدانية خاصة: 29 من مراسلينها في العالم لنقل حركة الحجيج من دولهم الى الأراضي المقدسة، إضافة الى 75 تقريراً من مراسليها في المملكة والمنافذ الحدودية والمشاعر المقدسة ومكة ومطار الملك عبدالعزيز في جدة ومنفذ الشميسي والمدينة المنورة. وبثت القناة 19 ساعة يومية متواصلة وفق خطة معدة مسبقاً، تتنوع قبل اعادة الدورة نفسها بين ساعة اخبارية مباشرة وتليها ساعة برامجية مباشرة من الميدان تجمع بين اللقاء بمسؤول والبث الحي لمناسك الحج، وأخيراً التنقل بين المراسلين اضافة الى برنامج ميداني يومي حمل عنوان "بين المراسلين" من عدة مواقع في منى وعرفات ومزدلفة. ولأن الاخبارية هي قناة حكومية قبل كل شيء، فقد ظهر جلياً أنها حاولت في سردها التلفزيوني للقصص الانسانية في الحج، التركيز على التنوع الثقافي والعرقي. واضافة الى البرنامج المباشر "مهوى الأفئدة" من داخل مطار الملك عبدالعزيز أو من منفذ الشميسي، استمر بث برنامج "العالم بعيون سعودية" من استوديو القناة في الرياض. وبالحديث عن التغطية المباشرة، نقلت القناة مباشرة تغيير كسوة الكعبة المشرفة، وبقية المشاعر. وفي الوقت الذي لم يفوت فيه مراسلو القناة الظهور من مركز القيادة والسيطرة للأمن العام سلطت القناة الضوء على استعدادات الشؤون الصحية والهلال الاحمر والدفاع المدني ومديرية الجوازات. وقد أنجز نحو 15 حلقة عن الجوازات من خلال منافذ المملكة ومدى جاهزيتها لاستقبال الحجاج قبل وصولهم. كما انتج برنامجاً مسجلاً خاصاً عن قطار المشاعر وجسر الجمرات. وظل التنوع الأبرز في الصورة تلك التقارير التي كانت تطل من باريس وواشنطن واسطنبول وبيروت وكل العواصم عن دور سفارات السعودية واستعدادات الحجيج في بلدانهم. ومن خلف الكواليس، أنهى فريق الاخبارية 61 شخصاً: من رؤساء تحرير ومنتجين ومراسلين ومذيعين ومصورين ومخرجين، دورات مكثفة على أيدي خبراء من لندن وباريس والمانيا وبيروت استمرت لشهر كامل في مقر الوزارة في الرياض، وانتهت قبل بداية التخطيط لموسم الحج بأيام.