قتل اكثر من 16 عنصرا من القوات النظامية السورية صباح امس في تفجير سيارة مفخخة واشتباكات جنوب شرق دمشق، فيما يبدأ مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى سورية الأخضر الإبراهيمي جولة إقليمية في مصر تهدف الى التحضير لمؤتمر دولي حول السلام في سورية. على صعيد آخر، اعلن الافراج الجمعة عن تسعة لبنانيين شيعة كانوا محتجزين لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سورية، على ان يتم تسليمهم في تركيا الى السلطات اللبنانية بعد افراج السلطات السورية عن معتقلين معارضين لديها طالبت بهم الجهة الخاطفة كشرط لاطلاق اللبنانيين. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مقاتلا من جبهة النصرة فجر نفسه بعربة مفخخة على حاجز تاميكو" الواقع بين المليحة ومدينة جرمانا جنوب شرق دمشق. ووقعت اشتباكات على الاثر في المنطقة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين معظمهم اسلاميون. واسفر التفجير والاشتباكات، بحسب المرصد عن "مقتل ما لا يقل عن 16 من عناصر القوات النظامية واصابة عدد اخر بجروح خطيرة". وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها عن "تفجير ارهابي انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في محيط شركة تاميكو للصناعات الدوائية"، ما تسبب ب"اصابة 15 مواطنا"، "اصابة معظمهم بليغة"، بالاضافة الى "اضرار مادية كبيرة في المكان". وتشهد ضواحي دمشق منذ اشهر معارك حامية تتصاعد حينا وتتراجع احيانا، وتتنقل بين المناطق. وتسيطر مجموعات المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة من ريف دمشق. وتحاصر قوات النظام بعض هذه المناطق وبينها معضمية الشام (جنوب غرب العاصمة) وداريا المجاورة. في بيروت، اعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل امس ان اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين لاكثر من 17 شهرا لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سورية، موجودون "في مكان آمن" في تركيا، من دون ان يحدد في اي منطقة هم موجودون او في عهدة من. الا انه اشار الى ان تسليمهم الى مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الموجود في تركيا، ينتظر حصول "عملية تسلم وتسليم" بينهم وبين "عدد كبير من السوريين والسوريات" الذين يفترض ان يتم اطلاقهم في تركيا. وخطف اللبنانيون، وكلهم من الشيعة - وكان عددهم احد عشر قبل ان يطلق اثنان منهم بعد اشهر- اثناء عودتهم من زيارة لايران برا عبر تركيا وسورية في ايار/مايو 2012، على ايدي مجموعة مسلحة اتهمتهم بانهم موالون لحزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وردا على ذلك، قامت مجموعة لبنانية مجهولة، في التاسع من آب/اغسطس، بخطف طيارين تركيين على طريق مطار بيروت. وقالت المجموعة انها لن تفرج عنهما قبل الافراج عن اللبنانيين المحتجزين في سورية. ويقول ذوو المخطوفين اللبنانيين ان انقرة قادرة على الضغط على الخاطفين. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من انقرة بعد الاعلان عن تحرير اللبنانيين قرب الافراج عن الطيارين التركيين. دبلوماسيا، يواصل المجتمع الدولي جهوده لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية يتوقع انعقاده في تشرين الثاني/نوفمبر. ولهذه الغاية، توجه الموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي امس الى مصر ثم الى عدد من بلدان المنطقة بينها دمشق وطهران، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسمه. وتأتي هذه الجولة قبل ايام من عقد اجتماع في لندن ل"مجموعة اصدقاء سورية" الذي سيتناول ايضا مؤتمر جنيف 2. في موازاة هذه التطورات، تستمر عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وبث التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ليل الجمعة لقطات مصورة تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة بتفكيك واتلاف تجهيزات في مواقع لانتاج هذه الاسلحة وتخزينها. واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا الجمعة، ان البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للانتاج والتخزين، من اصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها. واعتبرت موسكو السبت ان اقتراح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنقل مخزون الاسلحة الكيميائية السورية "في سفينة الى خارج المنطقة" لتدميره بشكل آمن، "سابق لاوانه".