قتل اللواء جامع جامع، الضابط البارز في الاستخبارات العسكرية السورية، بأيدي مسلحي المعارضة في شرق البلاد أمس الخميس، فيما أعلنت دمشق أن مؤتمر جنيف-2 الهادف للتوصل إلى حل للأزمة السورية، قد يعقد في 23 و24 نوفمبر. وفي خبر عاجل، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن «اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور» (حسبما قال)، من دون أن يوضح كيف قتل أو أين تحديدًا في هذه المحافظة الواقعة في أقصى شرق البلاد. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اللواء جامع «قتل إثر إصابته بإطلاق رصاص من قبل قناص بحي الرشدية، خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء الفاتحون من أرض الشام من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر». وشغل جامع مناصب عدة في الاستخبارات كان آخرها رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور. وكان احد كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري في هذا البلد والذي استمر من 1976 وحتى 2005. وخضع جامع لتحقيق دولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، الذي قتل في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في فبراير 2005، كما أدرج اسمه على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه بدعمه الإرهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان. وبحسب المرصد السوري، فإن اللواء جامع «من الضباط المقربين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وأحد أبرز الشخصيات الأمنية في سورية». من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل خلال زيارة إلى موسكو أن مؤتمر جنيف-2 قد يعقد في 23 نوفمبر و24 منه. وقال جميل رداً على سؤال عن الموعد المحتمل لانعقاد جنيف-2، إنه «في 23-24 نوفمبر»، مضيفاً «تطرقنا خلال مباحثات (الخميس) في وزارة الخارجية، إلى الآجال التي ما زالت افتراضية ويمكن أن ينعقد فيها المؤتمر». واعتبر جميل، بحسب ما نقلت وكالة ريا نوفوستي، أن «رفض المجلس الوطني السوري المشاركة في جنيف-2 لن تكون له انعكاسات على موعد وصيغة المؤتمر، ومن المرجح جداً أن يتراجعوا عن قرارهم». وكان المجلس الذي يعد أحد أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أعلن الأحد رفضه المشاركة في جنيف 2، فيما شكل نكسة للجهود الدولية الساعية لعقده بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. لكن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاسفيتش، قال إن موعد انعقاد مؤتمر جنيف-2 ستعلن عنه رسميا الأممالمتحدة. بدورها، سلمت دمشقالأممالمتحدة موظفاً كندياً يعمل مع قوات مراقبة فض الاشتباك في الجولان، قائلة إنه خطف على يد مقاتلين معارضين منذ أشهر، بينما قصف الجيش التركي للمرة الأولى مواقع في سوريا لتنظيمات جهادية تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وعلى صعيد الترسانة الكيميائية السورية الجاري تفكيكها، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية الخميس، أنها قامت بتفتيش قرابة نصف المواقع المتوجب إزالتها بحلول منتصف 2014. وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إن مخزون الأسلحة الكيميائية السورية يمكن أن يشحن خارج البلاد لكي يدمر بشكل آمن في مكان آخر. وشدد كيري أيضا على أن تعاون الرئيس السوري الأسد، مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيميائي لن يساعده على البقاء في السلطة ولا يعني أنه استعاد أي شرعية. وقال كيري للإذاعة القومية المحلية «الواقع أنه يمكن إزالة هذه الأسلحة سواء كان الأسد موجودًا أم لا، لأننا نعلم مكانها ولقد تم الإعلان عن المواقع، ويجري تأمين هذه المواقع»، مضيفا «آمل في أن يتم نقل هذه المواد في أسرع وقت ممكن إلى مكان واحد، وآمل إلى سفينة تنقلها خارج المنطقة». وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية، قال كيري إنه سيغادر إلى لندن الأسبوع المقبل لعقد لقاء مع الجهات الداعمة للمعارضة السورية. وقد تلقى الائتلاف السوري المعارض دعوة إلى لقاء لمجموعة أصدقاء سوريا الثلاثاء 22 أكتوبر في لندن، يرجح أن تكون أبرز نقاطه مؤتمر جنيف 2 الهادف للبحث عن حل للأزمة السورية، والذي من المقرر أن يتخذ الائتلاف الأسبوع المقبل قراره حول المشاركة فيه. وقال منذر أقبيق، العضو في الائتلاف ومستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف أحمد الجربا، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «تلقينا دعوة رسمية من الخارجية البريطانية للمشاركة في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمجموعة أصدقاء سوريا في 22 أكتوبر». وأوضح أن «العنوان الأبرز لهذا الاجتماع» سيكون «فهم هذه الدول لجنيف 2 وما الذي يجب أن يتمخض عنه»، مشدداً على أن «ما سيخرج من الاجتماع سيتناسب مع ما صرح به (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري بعد اجتماعه مع (الموفد الدولي الى سوريا الاخضر) الإبراهيمي».