إن مايميز الثقافة هو تنوعها تبعا للزمان والمكان، وعلى هذا النحو وجدنا أن لدينا كماً هائلاً من الأحداث، أعظمها الحج واستضافة ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم، وهذا الركن الخامس من أركان الإسلام، الذي يجدد هوية الثقافة ويثريها ويفتح أبواباً جديدة، منها ما يكون أمام خصوصية، ومنها مايكون تاريخية عميقة تنصهر فيها كل الحضارات، مما زاد الإيمان بأن الخصوصية الثقافية ليست عائقاً أمام تحقيق ثقافة عالمية. فالحج فرض عين على كل مسلم قادر لما ذكر في القرآن الكريم ( وأذّن في النّاس بالحجّ يأتُوك رجالًا وعلى كُلّ ضامر يأتين من كُلّ فجّ عميق.. الآية). والآن وأكثر من أي وقت مضى تكللت جهود العالم بتطبيق التقنيات، واستحالة عزل الإنسان عن العالم وعن الظروف المكانية والزمانية، فكان حج هذا العام دليلاً ناجحاً بكل المقاييس تجلت هنا تقنية نظم المعلومات الجغرافية والتي تم فيه تركيب 4000 كاميرا تغطي المشاعر والحرم وربطت بين القيادة والسيطرة، ونظمت ايضاً سير العربات، لكي تتيح المجال إلى رحلات القطار، وتسهيل الحركة مما جعل أغلب الشوارع تتهيأ للمشاة، ثم قامت بترقيم الشوارع في منى بدلاً من الأسماء ليسهل الوصول إليها عبر الكاميرات والأفراد، لقد ساهمت جميع الجهود على مختلف قطاعاتها في إنجاح حج هذا العام، ومتابعة سمو وزير الداخلية شخصياً لكل المستجدات، إن قدرة القرار وتطبيق الأنظمة، أتاح للجميع الإشادة بالعقول المخططة نحو غاية واحدة وهدف واحد، وبذل الكثير من الجهد للحفاوة بحجاج بيت الله الحرام وخدمتهم. إن من أسباب النجاح العمل الدؤوب الذي يحث على استخلاص الاختيار الأفضل وتأسيس خطط جديدة. كخطة هذا الحج تماماً التي رسمت ابعاد نجاحها قبل موسمها وقبل أوانها، لما لها من قانونية ونظام، وتجدر الإشارة هنا إلى استخراج التصاريح ليبقى السعي للحج وفق الأنظمة والشروط. ومما قاله أمير منطقة مكةالمكرمة سمو الأمير خالد الفيصل: (إن أعمال توسعة المطاف أدت إلى تخفبض اعداد حجاج الداخل والخارج، والتنظيم الجيد أدى الى نجاح حج هذا العام). وحرياً بنا أن نشيد بهذا الجهود المتمثلة في رجال الأمن وكافة القطاعات، التي حملت على عاتقها خدمة حجاج هذا البلد الحرام والقيام بواجبها على أكمل وجه. ثم إن المعارف الأكثر دقة هي التي تعاصرها وتعيشها وتنقلها عبر وسائلك للعالم أو للقارىء اينما كان، فالإشادة برجل حقق انجازات مناطقية في عهد توليه إماراتها كمثال حي منطقة عسير ومنطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل والبصمة الواضحة التي تجلت في عهده لا تخفى على أحد، وتغيير خارطة الطرق في مدينة جدةومكةالمكرمة ومدينة الطائف والقفزة الحضارية التي أشرقت على أنحائها، وتجسد أثرها في نجاح حج هذا العالم 1434 ه، فالإنسان مشروع بحد ذاته، وحضارة تنظم كل الطبقات، ولا شك أننا لمسنا جهود أمير منطقة مكةالمكرمة، والدور الرائد الذي يؤديه لدعم كافة الأنشطة الثقافية، والمحافظة على الإرث التاريخي العظيم المتجسد في سوق عكاظ الذي يعد فناراً يستقطب بنوره كل المثقفين، ولا شك إننا وجدنا على أرض الواقع افعالاً وليست اقولاً تشحذ همم النهضة التي تعيشها مملكتنا الغالية، ويجدر القول هنا إنه بحق رجل العام لما له من صنائع وإنجازات تستحق الإشادة والثناء.