كانت التفرجة عن النفس في ماضي الزمان وقبل توفر وسائل الاعلام، كالتلفزيون، والراديو، و أماكن الترفيه، كالملاهي، والحدائق، وغير ذلك، تكمن في الصعود على الرجم، أو الذهاب إلى السوق، في حال عدم رغبة الشخص المهموم في القيام بالزيارات، والجلوس في مجالس الأقارب والمعارف، وغير ذلك من أماكن التسلية والترفيه عن النفس. وكان الذهاب إلى السوق على الأقدام دون وسيلة نقل، وبهدف النظر إلى ما في السوق من بضائعٍ معروضة، وإلى كل ما يجذب الانتباه، ويدعو إلى حب الاطلاع ويبعث على الاثارة من كل ما هو غريب وحديث، كوجود شيء يجتمع حوله الناس ليتفرجوا عليه، من الغرائب، أو أن يجلس المتفرج في المقهى ليشرب كوباً من الشاهي، أو زجاجة بيبيسي إذا كان البلد يتوفر فيها المقاهي، والبقالات، وهذه الأشياء لا تتوفر إلا بالمدن الكبار ومن أهم الأماكن التي يرتادها زائر الأسواق سوق بيع الغنم، والإبل، بالاضافة إلى الأسواق الرئيسية، التي تعرض فيها البضائع، والأغذية من شواهد هذا الموضوع قول الشاعر سليمان رويشد الفهيدي العازمي(1): لا ضاق صدري نحرت السوق اللي به السرج مشبوبه سوقٍ يغني به الصندوق لمظيع القلب لعبوبه(2) الحاشية: 1- الشاعر سليمان رويشد الفهيدي العازمي، ولد عام 1911م، الموافق 1331ه، وتوفي عام 1982م، الموافق 1402ه، تقريبا رحمه الله. 2- الصندوق: الراديو نافل الحربي