تعتبر مكةالمكرمة أكبر مدينة حاضنة للجاليات في المملكة خاصة من الجنسيات الأفريقية والبرماوية عطفاً على استغلال شرائح كثيرة منهم للقدوم لأداء الحج والعمرة والتخلف والإقامة غير النظامية. وتتحول جماعات حجاج الجاليات إلى عبء يرهق كاهل الجهات الأمنية والبنية الخدمية نظراً لتواجد أبناء هذه الجاليات داخل حدود مكةالمكرمة بعيدا عن نقاط الفرز والمنع التي تنشرها الجهات الأمنية على مداخل مكةالمكرمة . "الرياض" رصدت عشرات من أبناء الجاليات البرماوية والأفريقية خرجت باستغلال السكن بمكة والتسلل داخل قوافل الحجاج النظاميين ودخول المشاعر تحت مظلة العمل المهني .. سراج عامل أفريقي غير نظامي قال: لا يكلفني الحج إلا ريالات معدودة جلها يصرف للنقل لصعوبته بالنسبة لكبار السن والعجزة أما بالنسبة للشباب فربما الحج لا يكلفهم كثيرا من المال للتجول بين المشاعر مشياً وتناول الطعام والشراب عن طريق الأعمال والجمعيات الخيرية أما النوم فإنه يكون على الأرصفة والفضاءات . ويشير صالح بمي متخلف أفريقي أن الحج يشغل سيدات الجاليات الأفريقية حيث تتدفق آلاف النساء الأفريقيات للعمل غير النظامي في بيع الخردوات والملابس والطعام الأفريقي بجوار مخيمات الحجاج الأفارقة . وألمح إلى أن هناك من يحول منزله لما يشبه دار حضانة لاستقبال اطفال الأسر الأفريقية التي ترغب في العمل والحج بأجرة تتراوح ما بين 30 إلى 40 ريالا لليوم الواحد . حاجان افريقيان واعترفت حواء أفريقية تنثر بقايا أطعمة للبيع أن السيدات الأفريقيات اللاتي يرغبن في الانتقال إلى منى وعرفات يتفقن مع سائق سيارة منذ فترة طويلة يتولى نقلهم وحمل بضائعهن من خلال توزيعهن على المواقع المختارة . وتحتضن مكةالمكرمة عشرة أحياء أفريقية متفرقة تستوطنها تلك الجاليات أغلبها في شارع المتصور الطندباوي جبل غراب، المسفلة، وأحياء الرصيفة الشرقية والهنداوية ومجملهم يمثلون الدول الأفريقية الأكثر مثل نيجيريا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو والكاميرون ومالي والسنغال وغيرها من الدول. رئيس الحملة الأمنية التوعوية للجالية الإفريقية الدكتور عبدالله حامد سمبو أكد على أهمية التعاون مع الجهات الحكومية للقضاء على المخالفات وأن أفضل وسيلة للقضاء عليها هو التوعية لأن البعض يمارس هذه المخالفات إما عن جهل أو بسبب ضعف الوازع الديني والتربية ونوه بما تحظى به الجاليات الإفريقية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين من رعاية واهتمام أسوة بجميع المقيمين في المملكة. مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي صرح بأنه في السنوات الأخيرة شهدت توافد عدد كبير من مواطنى بعض الدول الإفريقية للمملكة من أجل الكسب المادي بطرق مشروعة وغير مشروعة مطالبا باحترام الأنظمة والتعليمات . ويعتبر حى وادي زقلة بالرصيفة أحد أكبر الأحياء العشوائية ومواقع تجمع الجاليات الإفريقية الذي يشهد توجه آلاف المخالفين والمخالفات للذهاب للحج إما للعمل أو للحج. وإذا كان هذا واقع الجالية الأفريقية فإن الجالية البرماوية تستغل إقامتها بمكةالمكرمة لدخول المشاعر سنويا إما للعمل أو لأداء المناسك في رحلة لا تكلف أحدهم ريالات قليلة . وكشفت جولة" الرياض" أن نسبة كبيرة من الحجاج غير الرسميين هم من أبناء الجاليات الذين قدموا للمشاعر يحملون أغراضهم اندفعوا للمشاعر لعدة أسباب كما يقولون من ذلك حب تكرار أداء الفريضة لسهولة أداء الحج متنقلاً بخيمة يملكها صغيرة وقلة التكلفة وغيرها من الإغراءات التي وفرتها الدولة لكافة المسلمين في أداء هذه الفريضة العظيمة. ويرى خالد سابق إعلامي ومتخصص بشؤون الحج إلى دراسة فكرة توفير مخيمات برسوم بسيطة للمقيمين والمواطنين لتحقيق الحج المخفض بحيث يتم التنظيم لها تنظيماً جيداً سواء من ناحية الدخول أو الخروج وقال :وأرى أن هناك تساهلاً من البعض في بقاء المتسللين من الجاليات وهذا التساهل لا بد أن نعرف أنه ليس تساهلاً في مخالفة النظام ولكنه تساهل نابع من تعاطفهم مع المسلمين حجاج بيت الله الحرام خصوصاً أننا جميعاً نملك هذه العاطفة تجاه كل مسلم ولا نريد أن نكدر عليه.. وأشارت دراسة ميدانية حديثة أن 50% من المفترشين نسبة كبيرة منهم من الجاليات أثناء موسم الحج وهم أميون يليهم العارفون فقط بمبادئ القراءة والكتابة بنسبة 32% فحملة الشهادة الثانوية وبنسبة 7% والابتدائية 6%ثم المتوسطة بنسبة 5% فالجامعية4% ونسبة العزاب 12% والمطلقات 1%. وكشف استبيان أجرته الرياض في منى صباح أمس أن ارتفاع أسعار الحملات يعد السبب الرئيسي للجوء حجاج الجاليات من الداخل إلى الافتراش. وقال 55% من عينة الاستبيان إنهم اضطروا إلى الافتراش لصعوبة توفير 4 آلاف ريال للانضمام في حملات الحج .. وكشف الاستبيان أن 90% من حجاج الجاليات يقدمون إلى المشاعر للعمل داخل المخيمات والعمل التجاري العشوائي وأن 70% من العينة ترى أن دخل موسم الحج يمثل 80% زيادة في دخلهم الشهري في المقابل يعتقد 35% من العينة أن المشقة والسير على الأقدام من شأنه مضاعفة الأجر في الحج وأنهم حريصون على ذلك. ورأى 10% أن التنظيمات الجديدة التي تلزم الحجاج بعدم تكرار الحج إلا كل 5 سنوات من الأسباب التي جعلتهم يفضلون عدم الانضمام إلى أي حملة.