ببالغ الأسى وقلب يعتصره الحزن تلقيت خبر وفاة رجل المواقف الذي قد لا يخفى على أحد وهو الشيخ منير بن هادي آل عياف. من أين أبدأ!!! وكيف؟؟؟ وقد أصبحت دموعي عائقاً أمام كتابة هذا المقال، ولكن حينما نقرأ قوله تعالى:(وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). لا نجد بداً من الاسترجاع والخضوع لأمر الله سبحانه وتعالى وسنة الحياة، نعم انها مصيبة.. فقد مثل هذا الرجل الذي وهب نفسه لمن حوله كمثل الشجرة الطيبة التي طالما تعرضت لأشعة الشمس لتقي أغصانها من تلك الحرارة. فقد كان رحمة الله مقداماً لكل خير، فإلى جنات الفردوس أبا متعب. افتقده الأرامل والمساكين والفقراء كما افتقده أبناء عمومته من رجال ونساء وأطفال، فكيف لا يفقدونه وهو الأب الحنون صاحب القلب الطيب والابتسامة التي لا تفارق محياه صاحب الوجه المنير على اسمه الذي لا يعرف الحقد ولا النميمة ومحب الخير للجميع ولا يفرق من تواضعه لا كبير ولا صغير ويعامل الناس بالأخلاق الطيبة. إن مآثر العظماء تستحق منا الاشادة، كيف لا وهو الذي كان باراً بوالديه ومحباً لقبيلته يعتبر رمزاً من رموزها ساهم وأسس صندوقا خيريا لأبناء عمومته وتم دعمه مادياً ومعنوياً وله من الأعمال الخيرية الكثير التي لا تعد. مهما تكلمت وذكرت لن أوفيه حقه وصدقت المقولة أتعبت ما بعدك يا بومتعب. لا أنسى عضيده الأيمن محمد بن هادي الذي كان صبوراً ومحتسباً في فاجعة وفاة أخيه وراضياً بقضاء الله وقدره كما أواسي ابن الفقيد متعب بن منير الذي تربى منذ الصغر على الكرم وفعل الخير وحب الناس والتواضع مثل أبيه وإن شاء الله يسير على نهج أبيه الخيّر. وهذا نهج نبوي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس). وفي الختام لا يسعني إلاّ ان اسأل الله المولى عز وجل ان يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وان يلهم ذويه الصبر وحسن العزاء. (إنا لله وإنا إليه راجعون).