لأنه المعلم، باني الأجيال وموجهها، حامل رسالة العلم والتربية ومبلغها بأمانة، وأخيرا لأنه المشعل الذي يضيء الدروب بالعلم ويبدد ظلام الجهل بالمعرفة، ويزرع القيم والأخلاق بالمثابرة. لأنه المعلم، فلا بد أن يكون له يوم نذكر فيه فضله، نعترف فيه بجهده يوم يعني الأيام كلها، وعيد يعني الأفراح كلها، ووقفة تردد خلالها كلمات أمير الشعراء: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا في يوم المعلم، لا بد أن يخطر في خيالنا قرون من الجهل عشناها في ظلام دامس، كان الناس يدورون بالرسالة من مكان إلى آخر، بل من قرية إلى قرية حتى يجدوا من يقرأها. وكان الذين يقرأون ويكتبون بندرة الماس والذهب. حتى جاء المعلم، فبدد ظلام الجهل، وزرع غرسة العلم فنبتت حتى استظل بظلالها الملايين وتراجعت الأمية حسيرة إلى غير رجعة. في يوم المعلم نستذكر الصبر والمثابرة والقدرة على التعامل مع الأجيال في مختلف مراحل العمر، وبث مفردات العلم والمعرفة إلى العقول المتعطشة لها مثله في هذا المزارع الذي يرمي في الأرض بذرة ويتعهدها بالري والتعشيب والتسميد وكل أنواع الرعاية حتى تثمر الغرسة وتؤتي أكلها مرة أو مرتين في العام أو أكثر. وهكذا هو المعلم غرسته الطفل يافعاً، يرويه بماء العلم، ويتعهده بالتربية والثقافة ومكارم الأخلاق حتى يشب ويغدو فرداً نافعاً، متعلماً قادراً على خدمة وطنه وأمته. وفي يوم المعلم، لا بد أن نذكر بواجب الوفاء والاحترام والتقدير لفضله، فلا ينبغي أن يقابل من طلابه إلا بكل الاحترام والشكر، ومن الشكر حسن التفوق والنجاح لأن المعلم لا يفرح ولا يشعر بأنه قد كوفئ إلا حينما يرى الغرسة التي غرسها قد أثمرت، والأجيال التي علمها قد نجحت وتفوقت، الأمانة التي حملها قد تم اداؤها على أكمل وجه. فمبروك للمعلم يومه وعيده.. وهنيئاً للأجيال بالمعلم ودوره الحضاري العظيم. عبدالحميد الدرهلي مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6658393