دعا المفكر الإسلامي الشيخ حسن الصفار إلى مساندة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بشكل عملي في تطبيق القيم التي يدعو لها الدين الإسلامي، ومنها قيم التسامح والاعتدال وعدم التطرف. وأضاف "يجب أن نصر في هذا الوطن على توحدنا وعلى وحدتنا الوطنية ونحن نعيش في ظل قيادة تدعونا للتوحد والوحدة وإلى الحوار، وخادم الحرمين الشريفين أنشأ مركز الحوار الوطني وأمر بإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية، فإن كانت القيادة في الوطن تدعو بهذا الاتجاه ونحن كمسلمين ديننا يأمرنا بالتوحد والتلاحم والتكافل والتماسك وشدد الصفار أمام حشد كبير حضر حفل التنازل الذي أقامته مساء أول من أمس قبيلة شمر في محافظة الجبيل لعائلتي التريك والبندري اللتين تقطنان بلدة القديح بمحافظة القطيف على أهمية خطوة العائلتين اللتين تنازلتا عن دم ابنيهما اللذين توفيا في حادث سير سببه ابن من قبيلة شمر، واشاد بموقف العائلتين اللتين تنازلتا لوجه الله تعالى، وأضاف "كثيرا من ما نسمع عن عوائل تتنازل مقابل الملايين في الدم، وهذا إسراف في طلب الدية، وبعيد كليا عن الشرع، فيما تصر العائلتان مشكورتين على التنازل من دون أن تأخذا المال بما في ذلك الدية الشرعية، وأصرتا على أن يكون تنازلهما لوجه الله تعالى بشكل خالص". وتابع: "إن السرور والمحبة تنعشان مشاعرنا ونحن نرى أبناء المجتمع يتواصلون فيما بينهم ويجسدون قيم الأخلاق ومبادئ الدين التي أمر الله بها وهي العفو والتسامح والتواصل وحفظ حقوق الجوار وما أحوجنا لمثل هذه القيم ونحن نعيش في عصر اشتد فيه توجه الناس نحو المادة وبلادنا تقوم على أساس مبادئ الدين وأساس مفاهيم الكتاب والسنة والناس يتجهون فيها إلى الخير ولكن النفوس البشرية في كثير من الأحيان تغفل بعض هذه المبادئ ونرى أصوات العلماء والموجهين وهي تدعو الناس لعدم المغالاة في الديات، فحينما نجد أن هناك سعياً للصلح نجد من يبالغون بطلب عشرات الملايين وهذا يخالف ما توجهنا له الشريعة وما يأمرنا به الدين ويجب أن لا تنتشر هذه الظاهرة ومن هنا نقدر هذه الروح التي تحلت بها العائلتان". وتابع "إن تنازل العائلتين من دون أخذ المال يدل على تشبعهما بالقيم الإسلامية الأصيلة فجزاهم الله خيرا، ونأمل أن تنتشر هذه الحالة في المجتمع وأن لا تنمو المغالاة في الديات التي أصبح الناس تئن منها". من جانبه ألقى الشيخ مخلف دهام الشمري كلمة أهالي قبيلة شمر، إذ شكر العائلتين على تنازلهما، وأضاف "إننا نشكر الأخوة محمد منصور التريك، ومحمد حسن البندري، فهما رمز التسامح والكرم والوفاء الساعيان إلى الثواب والخير فجزاكم الله واسكن المتوفين جنة الفردوس الأعلى"، مشيرا إلى أن ما نشاهده اليوم يجسد الوحدة الوطنية ويشد من توجهات خادم الحرمين الشريفين الداعية للتسامح. حشد كبير يشهد حفل التنازل من الحفل