تنتقل مشاعر الحزن بين الناس ويتبادل الجميع العزاء من بيت إلى آخر ومن كل شيخ وشاب وشابة وامرأة وطفل أحزنهم غياب رمزهم الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله- الذي لم يكن عادياً بكل المقاييس المألوفة؛ شخصيته - مكانته - أعماله - مساهماته - منجزاته - تبرعاته - كلها تجسد تفرده وندرة مثيله في صنع هذا المجد الذي سيخلده التاريخ على مر العصور. لقد حقق - رحمه الله - أعلى درجات السمو لهذه البلاد في جميع المجالات من الرخاء والعزة والخيرات وترك الفقيد الغالي منجزات عظيمة وأعمالاً جليلة لو سجلت بماء الذهب لما كفاها وأوفاها خدم دينه ثم وطنه ومواطنيه وجعل بلده حديقة مزدهرة بالعمران وبالرخاء والتقدم والازدهار فارتفع مستوى الدخل وانتشر التعليم وتضاعف عدد الجامعات وصار أعداد الطلاب بالملايين فتوفي - رحمه الله - وقد أدى رسالته والشاهد على ذلك تلك التوسعة العظيمة للحرمين الشريفين وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ووقوفه مع جميع القضايا ونصرته للإسلام والمسلمين رحم الله الملك فهد رحمة واسعة وألهمنا الصبر والسلوان برحيله وأحسن عزاء اخوانه وابنائه ومواطني هذه البلاد وعوض الله الأمة في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ووفقهما الله لاكمال مسيرة الخير والبناء والنماء وجزاهما الله خير الجزاء {إنا لله وإنا إليه راجعون}.