صدر حديثا كتاب بعنوان " المداخل الفنية لإنتاج خلفيات التصوير في التلفزيون السعودي" من إعداد الباحثة صيتة بنت ذياب محمد الحويل، في تسع وعشرين وأربع مئة صفحة من القطع الكبير متضمنا ثلاثة فصول، جاء أولها بعنوان: " مفهوم الإعلام وأهميته" أما الثاني فثمن "منهج البحث وإجراءاته" بوصف الإصدار رسالة علمية لنيل درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الملك سعود، بينما حمل الفصل الأخير نتائج تحليل الاستبانات وتفسيراتها. وترجع أهمية التلفزيون إلى عمق الأثر الذي يحدثه في نفسية المشاهد، ولما له من سمات تميزه عن غيره من وسائل الإعلام، حيث يعتبر من أكثر الوسائل إيضاحا وقدرة على التفسير وتوضيح لما يتميز به من خاصية الجمع بين الصورة المقترنة بالصوت في مشاهد قريبة من مدارك الإنسان، لأنها تتضمن إشراك حاسة السمع والبصر، التي عن طريقها يحصل الفرد العادي على معظم معارفه وخبراته. ولكون التلفزيون أحد أهم الوسائل المرئية والمسموعة، فقد وصفه الكثير من المختصين بأنه يمثل ثورة كبيرة في عالم الاتصالات، لذلك فلم تعد خلفيات التصوير مجرد لوحة ثابتة، بل أصبحت عملا فنيا متكاملا يشترك فيه فريق عمل متكامل. من هذا المنطلق جاء الكتاب يعكس جهدا حثيثا فيما قدمته في رسالتها العلمية لنيل درجة الماجستير، حيث درست فيه صيتة الجوانب الفنية في معرفة قواعد وأسس التصميم لمناظر خلفيات البرامج التلفزيونية، التي تعد من الأساسيات التي يجب الاهتمام بها وعدم إغفالها في عملية تصميم خلفيات ديكورات البرامج التلفزيونية لما لها من دور هام في تكوين الصورة التلفزيونية وجذب المشاهد. وقد سعت الحويل في دراستها إلى توصيف وتحليل خلفيات التصوير في التلفزيون السعودي من خلال محتواه الثقافي والفني وخاماتها وطريقة تنفيذها، إلى جانب ما هدفت الباحثة إليه من التعرف على المداخل الفنية لخلفيات البرامج التلفزيونية، إضافة إلى ما ذهبت إليه الدراسة من التعرف على أساليب الجذب للبرنامج اتلفزيوني عن طريق إيجاد معادل حسي بصري للمضمون الفكري. كما عمدت الباحثة في دراستها الى تحديد أهمية الصورة والشكل كوحدة تدخل في تكوين المضمون الفكري للبرنامج التلفزيوني، وكحلقة وصل بين المتلقي للبرنامج، الأمر الذي جعل التعبير بالشكل والصورة يحتوي على عملية متطورة ومتكاملة من الإبداع الفني التكنولوجي، ما يجعل الفني ككل قادرا على المساهمة في التأثير وجذب المشاهد من خلال فنون الشاشة. تقول صيتة عن اهم المقترحات لخلفيات التصوير في التلفزيون السعودي من الناحية التشكيلية: تتمثل هذه المقترحات في تغيير الخلفيات حسب الموضوع، وتطوير ديكورات البرامج لجذب المشاهدين، والاهتمام بطريقة لبس المذيع والمذيعة، وتوظيف أضواء ساحرة لجذب المشاهد، إلى جانب وضع رسومات جاذبة للمشاهدين، وتنظيم الإكسسوارات بشك جيد، والبعد عن الألوان الكثيرة والمتشابهة، وأن يكون التصميم من قبل ذوي خبرة واختصاص، إضافة إلى تطوير الديكورات لتنافس ديكورات القنوات الفضائية الأخرى. وفي دراسة صيتة للمداخل الفنية لإنتاج خلفيات التصوير في التلفزيون السعودي، من خلال ثلاث قنوات تتمثل في القناة الأولى، والقناة الإخبارية، وقناة الثقافية، حيث توصلت الباحثة في تحليل جداول الدراسة في هذا السياق إلى أن القناتين الأولى والإخبارية تعتمدان على الاستديوهات في بث البرامج والأخبار، في ظل قلة عدد الاستديوهات مقارنة بعدد قنوات التلفزيون السعودي التي وصلت إلى عشر قنوات، مما يؤثر بالتالي على الإنتاج، إضافة إلى ما أظهرته النتائج من حاجة القناة الأولى إلى زيادة عدد الاستديوهات بما يتناسب مع حجم ومكانة القناة. كما كشفت نتائج تحليل الجداول فيما يتصل بساعات البث المباشر من خلال الاستديوهات في القناتين الأولى والإخبارية، بأنها مما يؤكد على دور البرامج والأخبار المنتجة داخل الاستديو في تغطية نسبة من ساعات البث تفوق تلك التي تغطى بالأفلام ونحوها من المواد الإعلامية الأخرى، إلى جانب ما كشفه التحليل فيما يخص القناة الثقافية Chromo Key وبأن عدد ساعات البث المباشر في القناة الثقافية جاءت قليلة جدا لاعتمادها على إنتاج البرامج التسجيلية، والإنتاج المتوفر وهو الغالب على القناة، وهذا يدل على ان القناة لا تعتمد في إنتاجها بالنسبة للبرامج على الاستديوهات، حيث يعد من وسائل جذب المشاهد هو خلفيات التصوير في ترابط مضمون وشكل البرنامج. كما توصلت نتائج الدراسة – أيضا – في إطار دراسة الثلاث القنوات، الى انه يتضح ان إنتاج خلفيات التصوير والعنصر الأساسي في إنتاجها هو الاستديوهات، ومن ثم يعكس ما لها من دور في استقطاب وجذب المشاهدين، إضافة إلى أن معظم برامج القناة الثقافية تسجيلية تعتمد لى استديوهات محطة التلفزيون السعودي قديما، إلى جانب ما كشفته الدراسة من أن معظم برامج القناة تبث من مناطق مختلفة من محطات التلفزيون السعودي في مناطق المملكة، إلى جانب اعتمادها على التصوير الخارجي لبعض برامجها، إضافة إلى اعتماد القناة على الإنتاج المتوفر لا إنتاج القناة ذاتها، كما تنتج القناة أربعة برامج فقط وتبث من استديو (سي) من محطة تلفزيون الرياض.