كل عام وانت يا وطني بخير ونماء وازدهار وتقدم ورقي واستقرار وامن وامان، كل عام ومواطني بلدي بصحة وعافية وطمأنينة، كل عام وحب الوطن يزداد في مواطنية وينتشر بين افراده حتى يتنفسوه عشقاً وولاء وانتماء. كل عام وبنفس التاريخ نحتفل باليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية وهي مناسبة كريمة تفرحنا ونفرح بها ومن المفترض بالمقابل ان نفرح الوطن بقرحتنا بيومه الوطني وذكرى توحيده المجيدة ونستذكر مع كل مناسبة الايجابيات التي تحققت لنا والايجابيات التي حققناها له لان الحياة كلها بنيت على الاخذ والعطاء حتى تستمر عجلة البناء والتطور، ثم علينا ان نقيس في انفسنا ومع غيرنا كيف نحقق الفرحة بالوطن وكيف نحقق الفرحة له واذا دام هذا التفكير فان الوفاء للوطن قد اصبح فطريا والعكس لا سمح الله سيحقق الجحود لكل المعطيات وسيقضي على الفطرة السليمة في التعامل مع ابجديات الحب والولاء وصدق الانتماء وستبقى بذرة الخير باهل هذا الوطن ولكننا نحتاج الصدق مع النفس لاستنباتها. لا نشك مطلقاً ان للمواطن حقوقا ينبغي ان تحقق له دون منة او تفضل ولكن اليس عليه واجبات يبغي عليه القيام بها دون منة او تفضل ايضاً، وطالما ان الصدق منجاة يوم القيامة وفي الدنيا كذلك فكيف نحن مع شكر النعم وكيف نتعامل مع مشاريع البنية التحتية التي ينفق عليها مبالغ فلكية ولا نحافظ عليها لكي نعيد الصرف عليها بمبالغ فلكية اكثر في صيانتها وتشغيلها وكذلك مع المشاريع الاخرى في كافة المجالات ودون تحديد، اليس الوطن لأبنائنا من بعدنا وعلينا المحافظة على موجوداته ان لم يكن لنا كي ننعم بها فلنحافظ عليها للاجيال القادمة التي ان صدقت مع نفسها فستحملنا النتيجة جيلا بعد جيل، ثم اليس من حق الوطن في ظل الايجابية التي نشاهدها ان نتعامل بإيجابية اكثر معها ونركز في الحديث عنها، فاذا كنا نقدر الايجابية ونسعى لانتشارها فلا بد من الحديث عن كل امر ايجابي حتى يتلاشى السلبي تدريجياً والا فسنذيب الايجابية بأسلوب تعاملنا معها وعدم اعترافنا بوجودها في وطننا الكريم الذي لا يشك مخلص في ايجابيته. هل من الوفاء للوطن في يومه الوطني ان تستنفر قوات وزارة الداخلية والحرس الوطني وربما بعض قيادات وزارة الدفاع لكي ينظموا الحركة المرورية ويمنعوا الاحتفالات الفوضوية والتحرش والتفحيط والسلوكيات الاخرى في المظهر العام للسيارات واللبس والاصوات والاغاني الراقصة والاهازيج البعيدة عن حب الوطن وبصورة مزعجة للآخرين في حين ان امانات المناطق وضعت اماكن خاصة بالاحتفالات وللعوائل والافراد وضمنت الاستقلالية كي يفرح الجميع بهذا اليوم الغالي دون الحاجة الى سهر تلك الليلة حتى شروق شمس اليوم الثاني وكأننا موكلون بإزعاج السلطات والمواطنين وليس بالفرح الوطني وابراز مشاعر الفخر بيومنا الوطني وبالانتماء لهذا البلد الكريم ومقدساته الشريفة، وارضه الطاهرة، هل من الوفاء لهذا الوطن ان لا نحسن اليه ولا الى ساكنيه من مواطنين ووافدين ونقول لهم اننا كما تحبون في يومنا الوطني الذي نفخر به ونفخر بوجودكم معنا بين ارجائه وفي كل مدنه ومحافظاته وقراه وهجره وحتى طرقاته. ان الجميع يفرح بيوم الإجازة لليوم الوطني والذي ما كان له ان يكون الا لإبراز الشعور بحب الوطن ورفع مستوى الوطنية لدى الصغير والكبير، ولكن لم يتحقق منه الهدف الذي رسم من اجله خاصة اذا وافق في بداية اسبوع او في نهايته لأنك ترى حركة السفر للخارج سواء افراد او عائلات بشكل يفوق حركة السفر في الصيف واصبح العديد من الناس يرسمون خطة سفرهم مع اجازة اليوم الوطني قبل حلوله بوقت كاف ويحتفل به في غير مكانه وعلى طريقته الخاصة وربما لانه يرى الطريقة السلبية في الاحتفال باليوم الوطني ولا تعجبه ولذا يترك البلد لمن بقي فيه وهذا امر لا يوافق عليه عاقل لأننا تركنا السلبية تنتشر واصبحت دون علاج مع السلبيين وكذلك دون اقتراحات ذات قيمه لكيفية ابراز هذا اليوم واسلوب الفرحة به حتى نعالج القصور ان وجد، وان كنت ارى ان الفرحة باليوم الوطني يجب ان تكون داخل الوطن حتى ولو بدون فعاليات بلدية او شبابية لان الواجب ان نزع حب الوطن في النشء ونرفع درجة الوطنية والمواطنة الصالحة في ابنائنا كي تكون ثقافتهم في حب الوطن افضل مما كنا عليه ولا نترك للسلبيين ان ينشروا فكرهم وسلبيتهم على المجتمع ونكون دعاة بناء وحضارة ووطنية حقيقية فمن يسافر في يومه الوطني فهو سلبي ولكن من زاوية اخرى.