احتفلت السفارة السعودية في بيروت باليوم الوطني للمملكة في مجمّع "البيال" بحضور حشد واسع من مختلف الأطياف السياسية والدينية والاجتماعية اللبنانية التي قدّمت التهاني لسفير المملكة في بيروت علي بن عواض عسيري ولطاقم السفارة. وحضر ممثلون عن الرؤساء الثلاثة، وشخصيات نيابية ووزارية وحزبية ودبلوماسية من الأطياف السياسية المختلفة والمتناقضة في لبنان. وتحدث سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري في كلمته عن "الأبعاد السعودية في لبنان" فقال: "يجسد هذا الاحتفال صورتين مشرقتين على ارض الواقع الصورة الاولى: هي علاقة المملكة العربية السعودية بكافة ابناء الشعب اللبناني من كافة المذاهب والمناطق والقوى السياسية، والصورة الثانية: وجود ابناء الشعب اللبناني من كافة الأديان والمذاهب والمناطق والقوى السياسية في مكان واحد في جو من الوئام والمودّة، وحسبنا فرحا انهم كذلك في احتفالية سعودية تعبّر عن الدور السعودي الجامع للأشقاء والذي لا يريد سوى الخير للبنان وابنائه". وأضاف السفير عسيري: "إنّ رمزية هاتان الصورتان هي على قدر كبير من الاهمية ورجائي لكم ايها الاشقاء وانا اقول ذلك لشعوري انني واحد منكم ومحب لبلدكم ان لا تنتهي مفاعيل هذا اللقاء بانتهائه، بل ان يبقى هذا التواصل وهذه المودّة أمراً مستداماً ويتم تطويره الى مزيد من التقارب والتلاقي والحوار لما فيه مصلحة هذا البلد العزيز وشعبه الطيّب على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحتاج كما تعلمون جميعا الى الكثير من التبحّر والبحث لحماية لبنان وتجنيبه الاخطار المحدقة من كل صوب، تلك هي ابعاد السياسة السعودية تجاه لبنان، وتلك هي ابعاد ذكرى اليوم الوطني السعودي التي نجتمع في رحابها، لأن المملكة تسعد حين يكون الاشقاء سعداء ولا تستريح اذا كانت ظروفهم غير ذلك". وتحدث السفير عسيري بإسهاب عن عمق العلاقة بين لبنان والسعودية التي تتخطى المصالح فقال: "المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود تدرك انها جزء من امتها العربية، فسعت الى جمع الشمل ووحدة الصف والكلمة والاهداف واستمرت على هذا النهج ولا تزال وصولاً الى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي نذر حياته وجهده للقضايا العربية والاسلامية ويوليها حرصا واهتماماً لا يقلّ عن اهتمامه ورعايته لأبناء وطنه وهو يولي القضايا العربية اهتماما خاصا ويجهد في ان يغلب عليها الطابع الانساني الأخوي اكثر من الطابع البروتوكولي السياسي ولا يتأخر في اي ظرف او مفصل عن ترجمة هذه الابعاد الى مواقف واقعية وجهود ملموسة كلما دعت الحاجة ووجب ان يقف الأخ الى جانب اخيه، وهذا ما حصل مرات عديدة ولا يزال تجاه لبنان وشعبه الشقيق الذي له في قلب وفكر خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي محبة خاصة وتجد اصداءها في ما تراه من محبة الشعب اللبناني للمملكة قيادة وشعبا، لأن ما يجمع البلدين ابعد من السياسة والشؤون الاقتصادية والادارية انما علاقات أخوّة حقيقية وصلات انسانية عميقة ترعاها القيادتان الحكيمتان في كلا البلدين". وختم بقوله: "يشرفني، من هذا الموقع، ان ارفع باسم اخوّتنا اسمى آيات التهنئة والتبريك الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله والى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، والى الشعب السعودي النبيل سائلا المولى عز وجل ان تبقى المملكة العربية السعودية ارض العزّة والخير وموئل الأخوّة الحقّة. كما يشرفني ان ارفع اطيب التحيات الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والى كافة اركان الدولة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق داعيا للبنان ان ينعم بالخير والرفاه والاستقرار وان تبقى العلاقات السعودية اللبنانية مثالا يحتذى للأخوّة والمودة، ولكافة دول المنطقة وشعوبها الشقيقة بالاستقرار والأمن والأمان".