طالب عالم أبحاث بتطبيق طرق فحص جديدة للتأكد من خلو المساجين من جرثومة الدرن أو الكشف عن الإصابة بشكل مبكر حتى لا تنتشر بين النزلاء والعاملين بالسجن ومن ثم للمجتمع. وقال ل "الرياض" د. سهل الهاجوج كبير علماء الأبحاث ورئيس مختبر أبحاث الدرن والمتفطرات السلية بمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إن السجون والأماكن المغلقة التى لا توجد بها تهوية جيدة تكون عادة مصدر قلق لمن يريد استئصال الدرن من المجتمع. وأضاف: "السجون عادة تكون أماكن مزدحمة والسجناء عادة ما يكونون ممن لديهم ضعف فى المعلومات الصحية عن الدرن أو حتى عن طرق الوقاية منه.. وفى تقديري السجن بحد ذاته يضع السجين تحت ظروف نفسية قد تؤثر على جهازه المناعى.. فمعروف لدى المختصين أن الضغط النفسي أو التوتر هما أحد أسباب اختلال الجهاز المناعى. وتابع: "الدرن أيضا معروف أنه يبقى كامناً لدى الأشخاص لفترات طويلة جداً، ومنظمة الصحة العالمية تقدر أن ثلث سكان المعمورة مصابون بالدرن، وتظهر الأعراض على حوالى 5% من هؤلاء المصابين نتيجة عدم قدرة الجهاز المناعى على التحكم بالجرثومة ويموت منهم ما يربو على المليون سنوياً. ولفت إلى أنه قد يدخل السجن العديد من الأشخاص الذين لديهم درن كامن ومع ما يسببه السجن من توتر وضغط نفسي قد يختل الجهاز المناعى ومن ثم تستفحل جرثومة الدرن وتظهر الأعراض على الشخص. وزاد: "المخالطون قد يظنون أن ما بصاحبهم هو مجرد كحة عابرة أو نزلة برد أو حتى زكام عادى وهنا تكمن خطورة الانتشار للدرن بين السجناء، ومنظمة الصحة العالمية تقدر أن كل شخص مصاب بدرن رئوي مفتوح قد يتسبب بنقل العدوى إلى 25 شخصاً غير مصابون". ومضى د. الهاجوج إلى القول إن هناك سيناريو آخر هو أن يدخل السجن إنسان مصاب بالسل ومن ثم يبداء بنقل العدوى وليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على المصابين الجدد وقد يعودون بالإصابة إلى منازلهم بعد الإفراج عنهم وإلى المجتمع. واختتم د. الهاجوج تصريحة بقوله إن الدرن يزداد شراسة يوماً بعد يوم حيث يوجد ما يزيد عن نصف مليون حالة درن فى العالم.. وهذه الحالات مصنفة على أنها جراثيم سل شديدة المقاومة للعلاج.