دشن مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام مؤخرا، مختبر السل (الدرن) والفطريات، كمختبر نوعي على مستوى المنطقة الشرقية، وضمن القلائل بالمملكة. وأوضح مدير مختبر السل والفطريات في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور بهاء عبدالحميد، أنه تم تزويد مختبر السل والفطريات الجديد، بأحدث التقنيات العالمية والأجهزة الحديثة تحت إشراف نخبة متميزة من الكوادر الطبية المدربة، وذلك لتشخيص مرض السل بسرعة فائقة ودقة عالية، وفق معايير السلامة والجودة العالمية المعتمدة من الهيئات والمنظمات الدولية، وقال: راعينا في تصميمه متطلبات الكلية الأمريكية لعلم الأمراض من حيث ضغط الهواء السلبي لمنع انتشار العدوى والجراثيم خارج إطار المختبر، وتغيير الهواء النقي في غرف الفحص المخبري بما لا يقل عن 12 مرة بالساعة. وذكر دكتور بهاء أن تشخيص مرض السل يتم بعدة طرق أهمها: التلوين، واختبارات الزرع والتحسس، والتشخيص باستخدام البيولوجيا الجزئية وهي أسرع وأدق الوسائل الحديثة في تشخيص داء السل وتحديد مدى حساسية أو مقاومة العصيات السلية (المسببة لداء السل) على الأدوية، وتظهر نتيجة هذا الفحص عادة خلال مدة أقصاها 24 ساعة، بحيث يتم فصل المريض عن غير المصابين في غرف العزل مبكرا، ومن ثم إرساله لمركز مكافحة السل بالدمام مباشرة، بعكس طرق التشخيص السابقة التي كانت تستغرق ما بين 7 8 أسابيع. وقال: يستقبل المختبر جميع حالات الالتهابات الفطرية التي تصيب الرئتين، الجلد، الجهاز الهضمي، والدماغ، وباقي أعضاء الجسم حيث يتم عزل وتشخيص كافة الفطريات على اختلاف أنواعها، مبينا: أن مختبر الفطريات استقبل منذ تدشينه قبل ستة أشهر وحتى الآن أكثر من 200 حالة. وبين أن الإحصائيات الأخيرة التي أجريت في المملكة حول مرض السل في العام 2007م، تشير إلى أن نسبة الإصابة بمرض السل بلغت 45 في المئة ألف، ونسبة انتشاره في المجتمع 65 في المئة ألف، ونسبة الإصابة بالسل المقاوم على الأدوية 5.7 في المائة، وهذا ما يؤكد حاجة المنطقة الشرقية بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة لإنشاء مختبرات تخصصية كمختبر السل والفطريات الذي يعتبر نقلة نوعية ستنعكس إيجابا على المرضى المصابين بأمراض نقص المناعة مثل: الأورام السرطانية ومرضى زراعة الأعضاء ممن يعدون أكثر المعرضين للإصابة بمرض السل والالتهابات الفطرية. وأشار إلى أن مختبر السل والفطريات يشرع في المستقبل القريب إلى إعداد دراسة خاصة على أدوية الخط الثاني لمعالجة مرض السل لتحديد معايير استجابة العصية السلية، إضافة إلى دراسة أخرى على ظاهرة انتشار الإصابات بالعصيات السلية غير السلية، واستقطاب جيل جديد من الأجهزة الحديثة المختصة في تشخيص وفحص السل والفطور.