قالت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان امس ان النزاع السوري المستمر منذ نحو 30 شهرا ادى الى اصابة اطفال سورية "بجراح غير مرئية". وقال البيان ان "العنف والتشريد وفقدان الأصدقاء وأفراد الاسرة وتدهور الاحوال المعيشية والاجهاد المتراكم كلها أدت إلى اصابة اطفال سورية بجراح غير مرئية". ونقل البيان عن ماريا كاليفيس المديرة الاقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها ان "الاهالي يشكون من ان اطفالهم يعانون من كوابيس متكررة وسلوكيات متهورة وعدوانية". واوضحت ان "التبول اللاارادي اصبح شائعا بين الاطفال مما يجعلهم اكثر انعزالية والتصاقا بذويهم". وتابعت ان "رسوماتهم غالبا ما تظهر العنف والغضب وصورا لسفك الدماء والانفجارات والدمار".وقدرت اليونيسف عدد الاطفال السوريين الذين تأثروا بالنزاع ب"اكثر من 4 ملايين طفل". ونقل البيان عن جاين ماكفايل خبيرة حماية الطفل لدى اليونيسف والتي تعمل مع الاطفال في مخيم الزعتري للاجئين في شمال الاردن، قولها انه "يمكن للاطفال الذين خضعوا لضغوط كبيرة ان يفقدوا قدرتهم على التواصل العاطفي بالاخرين وبانفسهم"، مشيرة الى انهم "قد يتوقفون عن الاحساس بالمشاعر الاساسية ويجدون انفسهم غير قادرين على التفكير في المستقبل او تذكر الاحداث الأخيرة".وبحسب البيان، تعمل اليونيسف مع شركائها والاسر في داخل سورية وفي البلدان المجاورة، في ملاجئ المشردين أو المخيمات أو المجتمعات المضيفة "لمساعدة الاطفال على استعادة الشعور بالامان ومنحهم الفرصة للتعبير عن انفسهم وخلق طرق بناءة للتأقلم مع النزاع". واضاف انه "تم انشاء مساحات صديقة للطفل ليتمكن الأطفال من اللعب مع بعضهم البعض والمشاركة في الانشطة الترفيهية والرياضية، فضلا عن تدريب المعلمين ومرشدي المدارس لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإحالة الأطفال الذين بحاجة إلى الرعاية المتخصصة". واشار البيان الى ان "هذا الدعم ضروري الان تحديدا لان العديد من الاطفال بدأوا في العودة إلى الدراسة سواء في المخيمات أو في المجتمعات المضيفة".ومنذ بداية العام الحالي "تلقى ما يقرب من 470 الف طفل متضرر الدعمَ العاطفي في أكثر من 220 مساحة صديقة للطفل واماكن تعليمية أخرى كالنوادي المدرسية"، حسب البيان. وتشمل هذه الاحصائيات "250 الف طفل في سورية و128 الف طفل في لبنان و80 الف طفل في الأردن و5500 طفل في العراق وخمسة الاف طفل في تركيا".وفي داخل سورية، تقول اليونيسف انها وشركاءها ابقت هذه المراكز مفتوحة وعاملة في مناطق اشتد فيها النزاع مثل حمص ودرعا وحلب "لتوفر الدعم الحيوي للأطفال الذين يشهدون أسوأ أشكال العنف". وكشفت اليونيسف الجمعة ان ما يقارب المليوني طفل سوري بين سن السادسة وال15، اي ما نسبته 40% من اجمالي السوريين في هذه الفئة العمرية، باتوا خارج المدارس. ومن اصل مليوني لاجئ سوري احصتهم المفوضية العليا للاجئين، مليون منهم دون سن ال18 عاما، بينهم 740 الفا دون ال11 عاما. الى ذلك، يتأثر ثلاثة ملايين طفل سوري بالنزاع داخل الاراضي السورية، بحسب الاممالمتحدة. وحتى اليوم، لم تتلق اليونيسف سوى 51 مليون دولار من اصل ال161 مليونا التي طلبتها لتغطية النفقات المطلوبة لهذا العام جراء استمرار النزاع السوري.