استولى مسلحو المعارضة السورية على مدينة معلولا المسيحية في شمال دمشق حسب ما ذكر الاحد من المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد سكان المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «ليلا دخلت قوات النظام إلى المدينة لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة، إلى البلدة، والتي سيطرت عليها بشكل كامل». وأكدت امرأة من سكان المدينة في اتصال هاتفي انسحاب الجيش وانتشار مقاتلي المعارضة في المدينة. وقال المرصد إن المعارك أدت إلى سقوط 17 قتيلا وأكثر من مئة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية. وأكدت سيدة تقيم في معلولا في اتصال هاتفي انسحاب الجيش وانتشار مسلحي المعارضة في معلولا إحدى أقدم وأشهر البلدات المسيحية في سوريا. وأضافت هذه السيدة التي طلبت عدم كشف هويتها إن الوضع هادىء صباح الأحد. وأضافت إن «مسلحي المعارضة داخل معلولا في كل المدينة وقوات الحكومة تنسحب». من ناحية أخرى قال الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السورية، إن حوالي 11 ألف طفل سوري سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري في شهر مارس من عام 2011. وأوضح بيان صادر عن الائتلاف تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نسخة منه الأحد أن النظام السوري «أودى بحياة 10913 طفلا حتى 21 أغسطس الماضي منهم 2305 دون سن العاشرة» نقلاً عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وأضاف البيان أن طفلاً سورياً يقتل كل ساعتين، مشيراً إلى أن النظام السوري «لا يتورع عن تجنيد صبية صغار في مختلف ميليشياته، ولا عن اعتقال الأطفال أو اختطافهم رهائن بدل آبائهم، وصولاً إلى استخدامهم دروعاً بشرية أمام قوات النظام أثناء عمليات التوغل في الأحياء والبلدات والقرى». ودعا الائتلاف في بيانه «المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري وكافة الأصوات المنادية بالحق والمناضلة من أجل السلام في العالم إلى حسم أمرها بسرعة واتخاذ خطوات عاجلة حاسمة لحماية أطفال سورية من الأيام القادمة التي لن تحمل لهم سوى الموت ما لم يتحمل العالم مسؤولياته». إلى ذلك حذر الائتلاف من «كارثة إنسانية عظمى» تهدد «ملايين السوريين» نتيجة ما قال إنه استهداف الطيران الحربي التابع للنظام السوري لأساسات «سد الفرات» وهو أكبر مجمع مائي في سورية. وقال البيان إن النظام السوري أقدم على «سابقة خطيرة من نوعها»، بعد أن قام الطيران الحربي «بإلقاء براميل متفجرة على مدعمات سد الفرات وأساساته، مما يشكل تهديداً كبيراً لمصير ملايين السوريين في عموم سورية، وعلى وجه الخصوص القاطنين منهم في المحافظات الشرقية. ورأى البيان أن «هذا الاستهتار الهائل بحياة ملايين الناس وهذا التهور وانعدام المسؤولية الذي بات جلياً أمام كل متابع للأحداث في سورية» يكشف أن «نظام بشار الأسد يحاول، بشكل مباشر أو غير مباشر، ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق أبناء المنطقة الشرقية في دير الزور والرقة على وجه الخصوص». وأضاف البيان ان النظام السوري و»بعد استخدامه للسلاح الكيميائي ضد الشعب يعمد لاختلاق كارثة إنسانية عظمى لا يبدو أنه يدرك حجمها، من خلال الاستهداف المتعمد لأكبر مجمع مائي في سورية، وأهم مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، إضافة لكونه محاطاً بمناطق سكنية مأهولة قد يسبب تدمير جزء منه فيضاناً يودي بأرواح الآلاف إن لم يكن الملايين».