قال مدير عام العلاقات والاعلام بمجلس الوزراء الدكتور ناصر الخرعان: إن دور الإعلام في معالجة التطورات من خلال وسائل الإعلام المتاحة سابقا، كان الإعلام فيه يمثل العلاقة بين مرسل ومتلق، ولكنه اليوم أصبح مشاركة حتمية في كل الاتجاهات وشريكا بالصناعات الاعلامية المتعددة.. ما أنتج - أيضا - وجود تعاون ومشاركة بين الإعلاميين والأدباء، مما جعل هذا التعاون وما صحبها من مشاركة تمثل التقارب والتكامل، في ظل العديد من المتغيرات التي ألقت بظلالها على هذه العلاقة، التي تأتي في إطار العولمة في صناعة المواطن العربي، وما يشهده من رياح متغيرات كثيرة، أثرت سلبا على العقل العربي وما ينتجه من أفكار معاصرة في العديد من الأدبيات الثقافية العربية. وأضاف الخرعان أن المتلقي العربي وحمله لهوية المجتمع الفردي لا يحقق سوى المتعة الآنية، مؤكدا في حديثه عن ثقافة موت الواقع بأن خدمة الوطن كلمتان مترابطتان لا يعرف معناهما بشكل حقيقي عملي شريحة من الناس، إذ أنه يأتي ضمن المعنى الحقيقي لخدمة الوطن انحسار السلبيات، وبأن خدمة الوطن أمر واجب، وبأن المهم هو الفعل وليس ترديد الكلمة، مشددا على أهمية دور المواطن والاعلامي في خدمة والوطن وفي أداء الواجب الوطني، موضحا أن كلمة مواطن مأخوذة من كلمة وطن، الذي يتطلب العمل في صالح الوطن وخدمته وبناءة وخدمة البلد بتفان وإخلاص.. جاء ذلك خلال الأمسية التي أقامها نادي أبها الأدبي الثقافي مساء أمس الأول بعنوان "الأدب والإعلام في حب الوطن". كما استعرض الخرعان خلال محاضرته العديد من النصوص الشعرية الوطنية التي استهلها بقصيدة عن أبها، قارئا العديد من القصائد من التي قيلت في الأوطان، التي وصفها بأنها خلجات شعرية، واصفا الوطن بالأم الحانية، ومناقشا العديد من الآراء التي قيلت حول حب الوطن، ومعرجا على تعريف الأدب عبر العصور، حيث تحدث عن أنواع التقسيمات للأدب بما في ذلك المفاهيم الأدبية الغربية للتقسيمات الأدبية، مشيرا إلى أن الأدب في المعنى الحديث بما يعنيه من دلالات ضمنية وجمالية يؤثر على المتلقي بكل أشكاله وأطيافه. وفي حديث الخرعان عن الانتماء الحقيقي ودوره في بناء الاوطان، وما تمثله الثقافة التطوعية لدى المواطن من أهمية لما لها من دور في تقدم الشعوب وازدهارها.. قال المحاضر: إن علينا أن نشجع كل عمل يقدم خدمة للوطن كأسرة متعاونة متكاثفة، والشعور بالانتماء الصادق للوطن، وما تتطلبه المواطنة الصالحة في التصدي للأفكار الهدامة والمخربة، ونبذ الشائعات بشتى أشكالها وتنوعها وأهدافها والبعد عن استغلال الأحداث لأرباك الرأي العام وتحقيق أهداف وتتفاوت من سياسية واجتماعية وأيديولوجية، مشيرا إلى ما يمثله خطر ترويج الاشاعات الذي وصفه بأنه أفظع من ترويج المخدرات لما له من أثر سلبي على المجتمع، مؤكدا أهمية تربية النشء على التصدي للإشاعات، وبأنه على كل مواطن ان يسعى لما يصب في مصلحة الوطن وازدهاره. وأضاف الخرعان بأن المواطنة لها ينابيع لن تنضب، ولن تكتمل إلا عن طريق التعامل مع الوسائل الحديثة، بالطرق الصحيحة، إلى جانب ما تتطلبه هذه الوسائل من التوثق من كل ما يصل إلى الجهور عبرها، مختتما حديثه بالوقوف مرة أخرى عند دور الأدب في تصحيح مفهوم الوطنية في ظل شيوع وسائل الاتصال الحديثة التي قال عنها: يفترض أن يكون هناك تثقيف واع وكبير لجميع شرائح المجتمع ليتم تعزيز الثقافة الوطنية التي تسهم بدورها في ترسيخ وتنمية الحس الوطني، وتزيد من تعزيز الانتماء له.