تُعدُّ الإشاعة نوعاً من الأسلحة التي يستخدمها البعض تجاه الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والتقليل من إمكاناتهم الذهنية والمهنية والاجتماعية، وهي نوع من الكذب الذي يُروّجه الحاقدون من أجل تحقيق مآربهم.. كما أنَّها أسلوب غير سويّ قد يصدر من أفراد أحياناً ومن بعض المؤسسات الإعلامية أحياناً أخرى؛ إذ تهدف هذه المؤسسات من وراء ذلك إلى تحقيق مكاسب إعلاميَّةً مزعومة تحت ذريعة السبق الإعلامي ومنافسة الغير. ومن المؤكَّد أنَّ المجتمع الحريص الواعي ينبذ دوماً هذه السلوكيَّات، ويعمل بقدر الإمكان على عدم ترويجها أو إشاعتها، خاصَّةً أنَّ هذه الشائعات دائماً ما تكون مُصوَّبة نحو الناجحين لتحطيم قدراتهم والسعي لمحاربتهم، ويبقى من المؤكَّد أنَّ هناك العديد من الناجحين طالتهم هذه الشائعات، بيد أنَّهم لم يكترثوا بها ولم يُلقوا لها بالاً، نتيجة إدراكهم التام أنَّها تهدف إلى النيل منهم، فساروا على طريق المجد يحصدون النجاح تلو النجاح غير عابئين بهذه السلوكيَّات المشينة. إعلام كاذب ونظراً لما قد يكون لوسائل الإعلام من قدرة -بحكم إمكاناتها الكبيرة- على ترويج الشائعات، فإنَّ الملازم أول"نواف البوق" -المتحدث الإعلامي بشرطة محافظة جدة- وجَّه تحذيراً بعدم الركون لهذه الشائعات أو تصديقها، مُضيفاً أنَّه ونتيجةً لتجاربه المتراكمة في مجال الإعلام والشرطة أدرك تماماً أنَّ هناك صوراً باهتةً من الأكاذيب تنشرها بعض وسائل الإعلام دون أن تتحرَّى من مصداقيتها بدقَّة، وخاصَّةً ماقد يحدث من قِبَل بعض الصحف الإلكترونيَّة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: "تويتر" و"فيس بوك، وغيرها، مستشهداً في هذا الشأن بالشائعات التي أطلقتها بعض تلك المواقع حول مقتل "فتاة السامر بجدة"، إذ تهم الزَّج حينها بأسماء شخصيَّات اعتباريَّة في الموضوع، على الرُّغم من عدم علاقتها بهذه الجريمة، مُشيراً إلى أنَّ إدارة الشرطة كانت حريصة جداً حينها على تبيين الحقائق، لافتاً إلى أنَّ العديد من الشائعات التي راجت كثيراً حول العديد من الأحداث المُرتبطة بأعمال الشرطة لم يكن لها أيَّ أساس من الصِّحة والمصداقيَّة، مُحذراً من الانسياق إلى مثل هذه الأساليب التي لا تمت للأخلاق القويمة والمُثل الرفيعة بأيّ صلة. وعي المجتمع وأشار "احمد سالم عبوش" -رجل أعمال- إلى أنَّ العاطلين أو القابعين فوق الأرصفة هم أكثر فئات البشر إطلاقاً للشائعات؛ لأنَّهم لا يودون رؤية الجانب الرائع والجميل في الحياة، بل يشاهدون دائما الجوانب القبيحة وينسجون حولها خيوط التآمر. وأيَّده في ذلك "فالح السبيعي" -موظف-؛ إذ يرى أنَّ هذه الشائعات لا تصدر إلاَّ من نفوس مليئة بكميَّات كبيرة من الحقد والضغينة، ومن أُناس أخفقوا في حياتهم ولم تعد لديهم أيّ وسيلة للنجاح، مُشيراً إلى أنَّه لا يُمكن لهؤلاء أن يرموا بحبالهم حول رقاب الآخرين، لأنَّ العديد من أفراد المجتمع باتوا على قدرٍ كبير من الوعي والعلم التام بمآربهم وأهدافهم التي يرغبون في تحقيقها، لافتاً إلى ضرورة الحذر منهم وقطع الطريق عليهم وإيقافهم وإفشال مُخططاتهم. وأكَّد "محمد داحة" -تربوي- على أنَّ أصحاب القلوب المسكونة دوماً بالضغائن والأحقاد هم من يُروِّجون الشائعات من أجل تحقيق أغراضهم الدنيئة، مُضيفاً أنَّ هؤلاء لن يُكتب لهم النجاح في تحقيق مايصبون إليه؛ لأنَّهم قِلَّةً لا قيمة لها. قوانين صارمة ولفت "علي بن صالح الزهراني" - عضو مجلس إمارة منطقة الباحة- إلى وجود العديد من أصحاب الفكر غير السويّ في العديد من المجتمعات، مُضيفاً أنَّهم يتعمَّدون إثارة الفتنة وفك الُلحمة بين العديد من أفراد مجتمعهم بترويجهم للعديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة، مُوضحاً أنَّ القضاء عليهم يحتاج إلى صبر طويل وتوعية دينية مُكثَّفة وإصدار قوانين صارمة تجاه ماقد يُقدمون عليه من أفعال، مُشدِّداً على ضرورة تنظيم حملات توعوية مستمرة من قِبل الدعاة والأئمة في المساجد والعلماء والمدارس والجامعات وبقيَّة العقلاء من أفراد المجتمع لتوجيه ضربة قاضية بحق كل من تُسوّل له نفسه ترويج هذه الشائعات. وقال "صالح الباشه" -مستشار قانوني-: "تعرَّضت شخصياً لشائعات من قِبَل أفراد يحملون أحقاداً في قلوبهم فكنت لهم بالمرصاد"، مُضيفاً أنَّه لم يتركهم يعبثون ويتمادون بل كان الفاصل بينه وبينهم القانون، مُوضحاً أنَّهم نالوا العقاب الصارم من قبل الشرطة، إذ تم اقتيادهم والزَّج بهم في غياهب السجون شهوراً عدَّة، مُشيراً إلى أنَّ مثل هؤلاء هم أُناس مرضى همهم الأوَّل تمرير الشائعات والترويج لها لإخفاء عيوبهم عن الآخرين.