حذر عدد من الاقتصاديين ورجال وسيدات أعمال من مروجي الشائعات، قائلين إنهم من ضعاف النفوس ولا أخلاق لديهم ويسعون إلى بث معلومات مغرضة لتحقيق مآربهم وأهدافهم الرخيصة وزعزعة الأوضاع. وأكدوا ل«عكاظ» على أهمية درء الشائعة وعدم تداولها بين الأوساط حتى لا تحقق أهداف المغرضين في الفوضى، مطالبين باليقظة في تلقي الأخبار والتأكد من المصدر، ومشيرين إلى تأثر الحركة الاقتصادية والتجارية بهذا النوع من الشائعات والذي يطال كافة المجالات ويهدد مسيرة البناء. درء الشائعات يقول الدكتور عبدالله دحلان عضو مجلس إدارة غرفة جدة: «إن مروجي الشائعات من ضعاف النفوس يهدفون إلى زعزعة الأوضاع، لكن بلادنا تتمتع بالأمان والاستقرار الكبيرين»، مشيرا إلى أن مروجي الشائعات ليس لهم ضمير ولا خوف من الله لأبعاد الشائعة وخطورتها على المجتمع. وطالب الدحلان مختلف شرائح المجتمع بدرء الشائعات من مهدها وعدم ترويجها وانتشارها وإخمادها من جذورها. الإعلام الجديد ويشدد الدكتور عبدالعزيز داغستاني (اقتصادي) على خطورة الشائعات وانتشارها كالنار في الهشيم وسرعتها بشكل سريع ناهيك عن ثورة التقنيات الحديثة والمتطورة التي نعيشها في هذا الزمن، والإعلام الجديد من شبكات التواصل الاجتماعي تجعل الشائعة أسرع من البرق في انتشارها بين الأوساط، مشيرا إلى أن البعض يروج للشائعات دون إدراك لخطورتها وانعكاساتها السلبية خصوصا في الأخبار والمعلومات التي تنتقل بين الأشخاص بسرعة في ظل ثورة التكنولوجيا العالمية. دون مستند ويشدد رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة جدة عبدالخالق سعيد على أن ديننا الإسلامي يحذر من الكذب بجميع أشكاله وينبذ ترويج الشائعات لخطورتها وأبعادها خاصة السلبية التي تكون مدمرة وأغراضها معينه، مضيفا أن بعض الأشخاص يتناقلون معلومات دون مستند أو مصدر موثوق ومع تنقلاتها من شخص إلى آخر تجدها تتضخم المعلومة والأرقام إلى مبالغات غير حقيقة وبالتالي تؤدي إلى نتائج وخيمة في نهاية المطاف. وشدد على أنه لا شك في أن مطلقي الشائعات يهدفون لتحقيق مآربهم الرخيصة دون مخافة الله عز وجل، وهناك أنواع من الشائعات التي تستخدم وقت الحروب والشائعات الاجتماعية والنفسية وكلها ترمي إلى هدف واحد. زعزعة الأمور ووصفت الدكتورة عائشة نتو عضو مجلس غرفة جدة وسيدة أعمال مروجي الشائعات بأنهم فئة ليست لديهم أخلاق، مطالبة بعدم ترويج الإشاعات لأنها تهدف إلى زعزعة الأمور وللأسف الشديد نجد أن الشائعة تنتشر بسرعة وتتكاثر بين الناس والبعض يروج إلى خبر غير صحيح بتاتا وليس له أي مصداقية، مبينة أن وسائل الإعلام الجديد ساهمت في انتشار الشائعات بسرعة فائقة بين الناس وللأسف البعض يتناقلها بسرعة البرق دون مبالاة أو غير مكترث بالمعلومة وترويجها وخطورتها بين الناس، فيما هناك عدة أنواع للشائعة منها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، وأيضا الشخصية التي قد تدمر الشخص وتنهي حياته. الثورة المعلوماتية وتشير الدكتورة نوف الغامدي مستشارة التخطيط الاستراتيجي إلى أن الشائعة أقدم وسيلة إعلام في العالم، و تجد مستقبلها حتى في المجتمعات الأكثر تقدما والأكثر عقلانية، وما زاد من انتشارها وسائل التقنية الحديثة الأمر الذي يزيد في سرعة انتقالها بين الملايين من الناس في أقل من دقيقة واحدة، وتساهم في تغييب الحقيقة، مشيرة إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة تناقل رسائل تحمل أرقام حسابات بنكية تدعو للتبرع لقاتل فلان لعتق رقبته من القصاص وأخرى للتبرع للأشقاء في سوريا وغيرها، فقد تكون من وسائل النصب والاحتيال وفي الغالب تكون الشائعات كذب وافتراء. وشرحت الغرض من الشائعات، حيث لها أسباب عديدة منها الفراغ وحب الظهور والشعور بالكراهية تجاه الأشخاص الناجحين وأصحاب النفوذ وأصحاب الأموال من بعض الحساد من أجل الانتقام والانتقاص من شأنهم وعندما تتردد الشائعة بين فئات مختلفة وشريحة واسعة قد تكتسي بطابع الخطورة عندما تتعلق بالمس بكرامة الشخص أو البلد المقصود. التماسك مطلوب وبين الشيخ عبدالرحمن بن صالح الحناكي رجل أعمال أنه يجب أن يكون للجميع دور في مكافحة السلبيات التي ظهرت مع التطور، ومنها الشائعات التي تؤثر على الفرد والجماعة، ومع نمو وسائل الاتصالات السريعة وتطورها لم يعد الأمر في نشر الشائعة صعبا ولكن هناك من يشجع على انتشارها بتوزيعها وتبادل إرسالها ولو تثبت كل فرد لخطورة الشائعة لما تعجل بنشرها. وقال أحمد بن عبدالله التويجري أمين عام الغرفة التجارية سابقا: «إن من الأمور التي تسهم في خلخلة المجتمعات هي الاستجابة السلبية للشائعة، والاستجابة السلبية تتم إما بتقبلها والبناء على حقيقتها أو تسهيل تمريرها ونشرها، ولو كنا نتحدث مثلا في أي قطاع في حياتنا لوجدنا أن الشائعة مؤثرة وتغير الكثير من الضوابط وكذلك الأمن وأهميته فالشائعة التي تريد ضرب أهم المكتسبات وهو الأمن قد تؤثر على النسيج العام وتستهدف الاستقرار ولذلك لا بد من التثبت دائما عند تلقي المعلومة». وأضاف الدكتور يوسف بن عبدالله العريني رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم أن المجتمع المتكون من جزيئات هامة وهم أفراده يكون صلبا أمام أي عارض أو دخيل يريد خلخلة أدواته وهز نسيجه، ولكن عندما يسمح المجتمع للشائعة في التحكم بمزاجه العام يعطي لها الدور القيادي في تحوله وتغير قدرته على صد أي طارئ، ولذلك لا بد من أن يكون لدى كل فرد ثقافة لاستقصاء ومعرفة الحقائق وعدم الانجراف السريع خلف أي معلومة تصله، فاليوم بات كثير من أفراد المجتمع يملكون وسائل التواصل عبر الهواتف المحمولة وسهولة وجود النت وفقا لتطور عالمي وأصبح تناقل المعلومة أسرع من أي وقت مضى بل بدأت الحوادث تصور وتصل للناس قبل أن يتم معالجتها ولذلك لا بد أن يكون لكل فرد دور وفقا لتعاليم ديننا في التصدي للشائعات التي تمس عقيدتنا ووحدتنا وتلامس أمن المجتمع ومقدراته.