تكثر الشائعات والأكاذيب والدسائس في أيام الأزمات والحروب التي تجتاح الدول، ويكثر فيها الأخبار المغلوطة التي ينشد من يروجها لمكاسب دنيئة ذات تأثيرات نفسية للمتلقين لها. كما يحرص مروجو هذه الشائعات على زعزعة الأمن والاستقرار بين الأفراد بنشر الأكاذيب التي تؤدي إلى خلل كبير بين أفراد المجتمع، وتخلق حربا نفسية تجاه الأفراد، أو المؤسسات، أو الدول، أو على شعب بأكمله فتكون لها عواقب وخيمة ومدمرة. وللشائعات وسائل متعددة وأوجه مختلفة يتقنها بعض أصحاب النفوس المريضة التي تحاول أن تنال من بعض المقصودين من هذه الشائعة، وقد استخدمت في الآونة الأخيرة التقنيات الحديثة والأجهزة المطورة في بث الشائعات والنيل من الآخرين حسدا وحقدا وتجاوزا لحدود الله، الذي نهى عن الظلم أو نقل الأخبار الكاذبة (أيا كان نوعها) والتعدي ظلما وعدوانا على حقوق الآخرين والنيل منهم. ويرجع سرعة انتشار الشائعة (أو الشائعات) إلى أهمية الشخص، أو الجماعة، أو لعظمة الحدث، حتى يدخل المقصود بالشائعة في دائرة التأثير النفسي المحبط من جراء تلك الأكاذيب. الذين يطلقون الشائعات هم مرضى نفسيون، أو من الذين يحملون أضغانا دفينة تجاه هذا الوطن، أو أحد رموزه، أو بعض الأفراد البارزين فيه لتحقيق أهدافهم الإجرامية، الأمر الذي يؤدي إلى تهديد المجتمعات وسلامتها، والذي يفضي إلى عدم استقرار المجتمع، أو إشاعة الخوف والفوضى فيه، أو تنامي الحقد والكراهية بين أفراده جرّاء تلك الممارسات الخاطئة. إن من واجب الدولة أن تضع عقوبات صارمة تجاه كل من يطلق أو يحاول إطلاق الشائعات المغرضة أو الترويج لها، أو حتى ممارستها تجاه أيّ كان من الأفراد، أو الجماعات، أو الدولة ممثلة في شعبها، والأخذ بشدة على أيدي أولئك العابثين الحاقدين من ذوي الفكر الضال المستهترين بأمن الناس وسلامتهم ببث تلك الأخبار الكاذبة والترويج لها. لاشك إن الدولة رعاها الله قد وضعت جزاءات رادعة وقوانين صارمة (تعلن للجميع)، ولكل من يمارس هذه الصفاقات التي تنم عن الخسة والدناءة لمروجيها والإساءة للآخرين بالترويج للأخبار الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة، مما يؤدي إلى أن ينفي المسؤول الخبر جملة وتفصيلا، أو أن يرفع المتضرر الذي نسب إليه الخبر زورا وبهتانا بعضا من هذه التخرّصات التي لا مكان لها من الصحة. ضعوا الحاقدين الكاذبين تحت المراقبة والمتابعة الدائمة من قبل الأجهزة الرقابية المختلفة، وأن يكون هناك عقاب رادع تجاه هؤلاء الحاسدين الحاقدين على هذا الوطن ورموزه، والقضاء على أصحاب الفتن، والأخبار الكاذبة، والأفكار الضالة تجاه الآخرين. وأن يعي شعبنا بأن هناك من يحاول أن يزعزع أمن وطمأنينة هذه البلاد التي تؤمن بشرع الله وتطبَق أحكامه، والبعد كل البعد عن مثيري هذه الفتن والنعّرات أو الالتفات لشائعاتهم سواء كانت مقروءة، أو مسموعة، أو مرئية. حفظ الله بلادنا من كل مكروه. [email protected]