كما كان متوقعاً تحولت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى تظاهرة وطنية كبيرة جسدت وحدة الوطن وحب الوطن لقيادته إذ شارك الملايين من المواطنين من ابناء المملكة وفي مختلف المناطق والمحافظات والمراكز في تقديم البيعة لقياتهم الجديدة معبرين بهذه المناسبة عن وفائهم واخلاصهم لهذه القيادة ووفائهم للاسرة الحاكمة صانعة نهضتها وانجازاتها بدءاً من الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومرورا بالملوك فيصل وسعود وخالد ووصولا للقائد الراحل. كان ذلك اليوم (الثلاثاء) يوما حزينا وكان الحزن يرسل أشعته حزنا في ايام الحزن الكبير في وداع قائد كبير كبير.. وكانت المملكة تحاول ومنذ اليوم الاول لإعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين أن تواسي نفسها في فاجعتها العظيمة.. رغم ان الذهول كان يطغى على كل شيء فيسد مجرى الدمع ويصبغ الماقي بالصمت العظيم.. بالامس الحزين وارادة الله فوق كل ارادة زحف ابناء الوطن الى قلب الوطن لوداع حبيب الوطن وهي تبكي في صمت فقيدها الكبير فضاقت ساحات الجامع الكبير وحزنها الذي راح يزحف مجبولا بألم المآقي التي جرحها التذارف وهي تشاهد الجثمان محمولا على الاكتاف.. وزحفت بعد ذلك الوفود من مختلف المناطق لتقدم البيعة للقيادة على الكتاب والسنة. أرايتم كيف انتظر المواطنون المحبون المخلصون في شوق ولهفة ووفاء لتسجيل تواقيعهم في سجلات البيعة الوطنية والوحدة السعودية الخالدة. وسجل رجال الاعلام لحظات الوفاء والاخلاص والانتماء أرأيتم كيف احتشد الناس كل الناس الكبيروالصغير الشيخ المقعد والشاب المفعم بالصحة والحيوية بقصر الحكم وهم يقدمون الولاء ويجسدون ذلك اللقاء الكبير مابين القيادة والمواطنين.. احتشاد اولقاء اكد للعالم تلك اللحمة القوية بين ابناء الوطن وقيادته وخفف من الم النفوس الحزينة المكلومة.. المصابة حد البكاء.. كانت الايام الماضية مهرجانا للحب الوطني مما خفف على الناس من حدة حزنهم على فقيدهم الغالي القائد الذي سوف يذكره التاريخ.. تاريخ بلادنا وتاريخ العالم وليسجل في ذات الوقت مكانة الوطن وقيادته الجديدة والتي ان شاء الله ستكون خير خلف لخير سلف.. هذه العبارة التي يرددها لسان حال كل مواطن وهو يشاهد مهرجان الحب والوفاء.. ومازلت اذكر وانا اكتب هذه الكلمات البسيطة تعليق إحدى الصحف الاجنبية التي اشارت الى مكانة بلادنا الرفيعة والاحترام والتقدير الكبيرين اللذين يوليهما العالم للقائد الراحل ولملكنا الجديد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الامين.. كلاهما يجسدان الحكمة والشجاعة والجرأة.. ولاعجب أن كانت وفاة القائد الفهد الحدث الاهم بل الحدث الدولي الوحيد الذي استقطب انظار العالم خلال الايام الماضية.. أن بلادنا ستتابع رسالة الفهد وستواصل مسيرته الوطنية بكل تصميم وعزيمة وإباء.. فهكذا عرفت بلادنا دائما.. استمرارية وتواصل وحب واخلاص ووفاء.. وهكذا بايع الوطن عن بكرة أبيه قيادته في مهرجانات من التقدير وهم يتطلعون بأمل وثقة في الله ثم في القيادة الجديدة لاستكمال مسيرة البناء والعمل وقيادة الوطن.. وطن الانجازات الى مرافىء الامان والازدهار.