يحتفي الوطن والمواطنون اليوم بذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والاحتفاء بالبيعة في جوهره تعميق لانتماء المواطن للوطن والشعب للقيادة وتكريس لمشاعر الحب والوفاء التي تجعل من المواطنين جميعهم أسرة واحدة وتجعل من الملك عبدالله أبا لشباب هذه الأسرة أخا لكبار السن فيهم. وإذا كانت مشاعر الحب والولاء وعواطف الصدق والانتماء تشكل قاسما مشتركا بين جميع المواطنين الذين تنبض قلوبهم حبا للملك عبدالله وفرحا بأن هيأ الله لهم أن يعيشوا عصره الزاهر الذي شهد تطورا ملحوظا في كافة جوانب التنمية فإن الحب والولاء والوفاء والانتماء يفرض على المواطنين جميعا العمل من أجل رفعة الوطن لكي يكون هو الوطن المحقق لطموحهم وطموح قائد مسيرتهم فيكون رائدهم الإخلاص في العمل والتفاني فيه وأن ينزهوا ما يقومون به من عمل عن أي غش أو فساد أو زيف وأن يدركوا أن أسمى معاني البيعة الإخلاص لمن تمت البيعة له وتكريس الجهد لإنجاح مشاريعه التي هي في جوهرها مشاريع تهدف لتحقيق عز الوطن ورفاهية المواطن. لم يعط البيعة حقها ولا أدرك معناها من لا يتحرى الإخلاص في عمله أو يجعله وسيلة لتحقيق مصالح شخصية وأغراض ذاتية ولم يع مفهوم البيعة من يتهاون في أداء واجبه ويقصر في إنجاز عمله. البيعة للملك هي عهد على الوفاء والإخلاص والتفاني وبذل الغالي والرخيص من أجل وطن نباهي به الأوطان ولمصلحة شعب يباهي بوطنه بقية الشعوب، البيعة ليست يوما عابرا من أيام السنة ولكنها عهد وميثاق بيننا وبين الوطن وأمانة معلقة في رقابنا تجاه ملك وعد ووفى وعمل وأخلص وجعل من وعده وعمله أنموذجا به نقتدي فنقابل وفاءه بوفاء مثله وإخلاصه بإخلاص لا يقل عنه.