عادة ما تتولد من المواقف الصعبة نماذج قيادية تبرز في أصعب الظروف، والمملكة عاشت أيام حزن بفقد سلطان الخير، فقد كان فراقاً موجعاً لما لسموه من مكانه في القلوب، ورأينا كيف كانت ملامح الحزن تكتسي الجميع الغني قبل الفقير، والقوي والضعيف، على المحتاجين والأيتام والمعوقين والمرضى، والرجال والنساء. فقدناه جميعا كما فقده اخوانه وابناؤه حزنا كما حزنوا بكينا كما بكوا ودعاء الجميع له بالرحمة والمغفرة ولم يكن هذا الحزن محلياً، فقد طاف قلوبا كثيرة في بلدان كان لسموه لمسة وفاء وخير عليها، فقد رسمت تلك المشاهد الحزينة صورة واضحة المعالم لما يمتلكه سموه من حب في قلوب الملايين. والدروس المستفادة من فراق سلطان الخير كثيرة لعل أبرزها تلك اللحمة الوطنية بين أبناء المملكة شعباً وقيادة، وهي تعبيرا عن الولاء وعن الحب والالفه بين الشعب وحكامه وهذا شعورا صادقا انا متاكد انه شعور كل مواطن لجميع ولاة الامر - بارك الله بهم ولهم - وهي بيعة وولاء وتاكيد للروابط المتينة الصادقه حفظهم الله. وقد شاهدنا كيف تدفقت الجموع الغفيرة معزية بفقيد الوطن. لقد تجلت في هذه الفاجعة مواقف كثيرة من أهمها وأبرزها النموذج الفريد الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله حينما أصر على استقبال جثمان الفقيد - رحمه الله - بأرض المطار وحرصة على أداء صلاة الميت رغم ظروفه الصحية.. لقد كان يحفظه الله جملة من المكارم والحب والإخلاص وقدوة حقيقية في حب الأخ والرحمة والوفاء، إنه مدرسة يحفظه الله في النبل والعاطفة والحب، ويستمر الوفاء والحب في كل قلب فقد سمعنا حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حينما تحدث بكل صدق وأمانه عن سلطان الخير، وكيف ترجم سموه كل معاني الاحترام والتقدير حينما وصف الفقيد بقوله: "سموه رئيسي تعلمنا منه، وكان أكبر موجه واشاد بطاعة الامير سلطان لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. وإذا ما أردنا ان نقف عند الوفاء فلنا في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع يحفظه الله قدوة حسنة فقد جسد سموه في مرافقته للفقيد معاني لا يمكن حصرها. فيها من الحب والوفاء بسفره معه لعدة اشهر واشهر يسهر لسهره ويتالم لألمه انها خصال من الوفاء والاخلاص والبر ما تعجز عنه الحروف. ولم يكن الشعب السعودي مستغرب هذه الصورة التي تحمل الوفاء والإخلاص بل انها عززت من طمأنينة المواطن وهو يرى القرارات الملكية تصدر تباعاً بكل سلاسة مما يؤكد لحمة الوطن والأسرة المالكة الكريمة.. وكما تمنى الشعب فقد جاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية - اختياراً موفقاً حظي بمباركة شعبية كبيرة تمثلت بالبيعة المباركة كما جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع وصاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان نايبا له و صاحب السمو فهد بن عبدالله بن محمد - رئيسا لهيئة الطيران المدني - ليؤكد الرؤية الحكيمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين. وحظيت أيضا أمارة الرياض بنصيبها من القرارات الحكيمة فقد كان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً للرياض وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائباً له ليؤكد ان الرياض ستبقى المدينة التي دائماً ما تزهو بعزها وتطويرها وشموخها. * عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض