بحكم ارتباطي بالعمل الخاص والقطاع الخاص، الملاحظ كمثال أن منطقتي «الأحساءوالقصيم» هما الأكثر عملا للشباب خصوصا، بحيث يصعب ويندر أن تجد البطالة بهذه المناطق، وثقافة العمل لديهم ليست كما هي ببقية المناطق « يمكن أن تضاف أيضا منطقة جازان للقصيم والأحساء»، وسأضرب امثلة حتى لا يكون حديثي مجرد كلمات فوق الكلمات، بالقطيف نجد مثلا من يبيع السمك وينظف السمك، ونجد بالأحساء من يمارس وظيفة «خباز « و «مشوك للنخل» ومزراعين بكل صنوف عملها، وبائعين بالمحلات والأرصفة، احد تجار الذهب المعروفين حدثته عن ذلك، وقال لي بالحرف كل محلاتي للذهب سعوديون وهي عشرات المحلات. إنهم يعملون كل شيء ولا يملكون ثقافة يناسبني ولا يناسبني، المحتاج يعمل. القصيم ايضا نجد الحدث القائم الآن مهرجان التمور من يقوم به ؟ من يمارس البيع ؟ من يقوم بدور الوسيط» الدلال « ؟ مهرجان ضخم وكبير يدار به مئات الملايين، إنهم أبناء المنطقة، وحين تذهب للسوق الشعبي أو غيره، تجد أهل المنطقة هم من يعمل سواء مالكا او عاملا وهم كثير، فهم من يقوم بهذا العمل. هذا ما يجب أن يكون محل نظر ودراسة وعمل وتركيز من وزارة العمل خصوصا، لماذا تنجح السعودة والتوظيف بكل المهن والحرف لأنهم سعوديون ؟ لماذا لا يتكرر ذلك بمناطق أخرى، وقد يتكرر بحائل او الجوف او غيرها، ولكنها ظاهرة بارزة في هاتين المنطقتين. تقديري الشخصي أن السبب « وهذا يحتاج دراسة وعمل « إلى بيئة العمل للأسرة والمجتمع المحيط، فهم يكلفون ابناءهم من صغرهم بهذه الأعمال وإنها ليست «عيباً» أو غيره، بل «أكل عيش وقوت « وهذا أساس مهم، البناء من الأسرة المنزل والمحيطين، وأيضا توفر سبل النجاح، من خلال عدم مزاحمة « الأجنبي المخالف « فهذه المدن أو المناطق ليست جاذبة كثيرا لهم مع انهم موجودون، ولكن ليست كما هي المدن الرئيسية، وابناء هذه المناطق لا يعرفون ترف المدينة المكلف ماديا ونفسيا، فراتب 3 أو 4 أو 5 آلاف يمكن أن يكفية بعكس المدن الكبرى الذي يحتاج الضعف، ويجدون ان مناطقهم تحفظ لهم الترابط الأسري وتكوين أسرة سريعا، فكل شيء نصف تكلفة المدن الكبرى بل وأفضل صحيا وذهنيا. نحتاج ان نتعلم من هذه التجارب التي نعيشها بنجاح منطقتي « الأحساءوالقصيم « كمثال، في السعودة، وعملهم بكل مهنة وحرفة، بل يجب دعمهم وتمويلهم وتوجيه لهم كل دعم ممكن، ونقل هذه التجارب للمناطق الأخرى، وأخذ نماذج ناجحة وتعميمها وشرحها لكل الشباب، ويجب أيضا أن تتاح الفرصة للمرأة كما الرجل وفق قوانين وأنظمة تحمي. نحتاج أن نقول «المواطن» يعمل ويعمل ويعمل، ولكن يحتاج «تربية عمل « وبيئة تدعم وتساند، وننزع العيب والعادات والتقاليد من كسب العيش الشريف وهذا سر النجاح الأول.