رحل القائد وترجل الفارس وشعبه وأمته لا زالت تتذكر ما قدمه خلال حكمه للعروبة والإسلام والإنسانية، إن ما تتداوله وسائل الإعلام المحلية والعربية عن الملك فهد رحمه الله ما هي إلا لمحات موجزة لمسيرة امتدت أكثر من عشرين عاماً لقائد مسيرة ناجحة وقبلها كان رحمه الله مشاركاً وبفعالية ملموسة في مسيرة الخير والتنمية لهذه البلاد الطاهرة من عهد المؤسس (الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن) يرحمه الله باني هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين قلب العروبة النابض وقبلة المسلمين ورائد العمل الإنساني على امتداد المعمورة. لقد آثر الملك فهد رحمه الله جميع الألقاب وتسميته بلقب خادم الحرمين لأنه الأقرب إلى نفسه وكان بصدق خادماً مخلصاً وراعياً أميناً ومشيداً متقناً وسياسياً محنكاً ورباناً ماهراً قاد هذه الأمة ورعى مصالحها بكل همة ونشاط وتفان وإخلاص.. لقد قام الملك فهد رحمه الله بقيادة مسيرة التنمية الطموحة للمملكة وفي كل المجالات بدون استثناء إلى أن أوصلها رحمه الله وخلال 24 عاماً إلى مصاف الدول الأسرع نمواً في العالم في ظل تمسك المملكة بثوابت الشريعة الإسلامية، وتظل توسعة الحرمين الشريفين التاريخية من أهم ما قدمه الملك فهد رحمه الله لكافة المسلمين وكذلك مجمع الملك فهد للمصحف الشريف الذي وفر الملايين من نسخ القرآن الكريم بكافة القراءات لعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فضلاً عن البنية الأساسية في كافة المجالات في المملكة العربية السعودية ولم ينسَ الملك فهد رحمه الله في غمرة انشغاله في الشأن الداخلي السعودي اهتمامه بالشأن الخليجي من خلال إصراره على تماسك دول الخليج وتعاضدها من خلال منظومة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون وتكاملها السياسي والاقتصادي. كما وصلت المملكة خلال العشرين عاماً الماضية نتيجة لسياسته ورعايته إلى مركز مرموق في الساحة العربية والإسلامية والدولية واتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهده بالفاعلية والواقعية وإيجاد الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية.. لقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله مرحلة جديدة في مسيرة التنمية بأهدافها ومرتكزاتها ومنجزاتها الأساسية للتنمية التي شملت النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وتنويع القاعدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط الخام في تنمية الموارد البشرية ورفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة وتعزيز فاعلية القطاع الخاص. ويتمثل محور التنمية الأساس في عهد الملك فهد الاهتمام بالإنسان السعودي بعدما تحققت إنجازات البنية الأساسية والبناء الاقتصادي والاجتماعي لمؤسسات الدولة وذلك تحقيقاً لما تميزت به توجهاته وتوجيهاته رحمه الله منذ بداية توليه الحكم. ويحفل سجل أعمال الملك فهد رحمه الله بالعديد من المناقب والمنجزات الأخرى التي يأتي في مقدمتها صدور المراسيم الملكية الثلاثة التي تحمل الرقم (أ/90) بتاريخ 27/8/1412ه الموافق 1/3/1992م التي يتعلق أولها بنظام الحكم في المملكة، والثاني بنظام الشورى، فيما يتعلق المرسوم الثالث بنظام المناطق ويعد إصدار هذه الأنظمة الثلاثة توثيقاً لمنهج قائم، وصياغة لأمر واقع معمول به وفق مبادئ الشريعة الإسلامية التي قامت عليها الدولة السعودية منذ نشأتها المبكرة، قبل ما يربو على قرنين ونصف، وهي استمرار للمنهج الواضح الذي نهضت عليه الدولة.. كما وصلت المملكة نتيجة لسياسته ورعايته رحمه الله إلى مركز مرموق في الساحة العربية والإسلامية والدولية واتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهده بالفاعلية والواقعية وإيجاد الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية. والله تعالى أسأل أن يغفر للملك فهد بن عبدالعزيز ويجزيه خير الجزاء، وأن يكلل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز واخوانه وعلماء الإسلام ودعاته الصادقين بالنجاح والقبول والعزة والمثوبة والتمكين في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.