ينطلق قطار البضاعة المعروف باسم " الوحش" من جنوبي بلدة ارياغا بجنوبي المكسيك يوميا وصولا إلى مدينة مكسيكو سيتي. وفي كل مرة يمتطي مئات المهاجرين، ومعظمهم من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا، سطح القطار السيئ السمعة ولمدة عدة أيام في كل مرة، تفاديا لنقاط التفتيش الأمنية أو المواجهة مع رجالات الشرطة المرتشين. ويعرف هذا القطار أيضا ب "قطار الموت". فالجلوس على حاويات غير ثابتة يعرض المهاجرين إلى الموت أو بتر الأطراف إذا ما سقطوا منها أو بينها نتيجة الإعياء أو الجفاف. وهناك أيضا الخطر القادم من بني البشر فهؤلاء المسافرون الذين لا يتمتعون بأدنى قدر من الحماية يصبحون أهدافا غاية في السهولة للعصابات الإجرامية ومهربي البشر والخاطفين والمسؤولين الفاسدين. ويأمل هؤلاء المهاجرون الذين يعيشون في فاقة وحرمان في أوطانهم أن يعيشوا حياة أفضل في الولاياتالمتحدة، حيث إن الرحلة صوب الشمال تضعهم على قاب قوسين أو أدنى من الحدود المكسيكية مع الولاياتالمتحدة. ولدى وصول المسافرين إلى مدينة مكسيكو سيتي، فإنهم يجدون العصابات المنظمة متربصة بهم في مكمن. ويقول الناشط جورج اندريه إن العصابات تتقاضى منهم إتاوات مقابل توفير مأوى لهم، ويضيف: "عادة ما يكون هؤلاء الناس قذرين وجوعى ومنهكين لدى وصولهم بعد رحلة تستغرق سبعة أو ثمانية أيام. وهنا ترغمهم العصابات على دفع إتاوات لتمكينهم من قطع المسافة البالغة 20 كيلومترا بين محطة الوصول ومعسكر الإيواء. وإذا عجزوا عن الدفع فان العصابات تختطفهم وتضربهم أو تراودهم عن أنفسهم جنسيا. وفي حالات ترغمهم على العمل لصالحهم أو تقتلهم." وتشير التقديرات إلى أن عالم الجريمة المنظمة السفلي يجني ملايين الدولارات سنويا من خلال استهداف المهاجرين. وكان المأوى يخضع لإدارة منظمة طوعية تسمى "يوستيديس سوموس نوسوتروس" وتعني " أنت نحن"، قبل أن تسيطر عليه العصابات. وفي أوج مجده، كان المأوى يوفر المبيت والطعام والرعاية الطبية لحوالي 150 و200 شخص في اليوم. وتقول منظمة العفو الدولية إن آلاف المهاجرين يتعرضون لسوء المعاملة أو الاغتصاب على ايدى العصابات. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن حوالي 70,000 مهاجر أصبحوا في عداد المفقودين في المكسيك بين عامي 2006 و2012. ووقع العديد من هؤلاء ضحايا للابتزاز والخطف والاغتصاب والقتل خلال رحلة السعي لتحقيق " الحلم الأميركي." سكان يقذفون الطعام للركاب المهاجرين «الوحش» يصل مكسيكو سيتي مهاجر يلتقط كيس فواكه مهاجرون على القطار