مونتيري (المكسيك) - ا ف ب، رويترز - اعتبرت منظمة العفو الدولية الاربعاء ان المجزرة التي ارتكبت بحق 72 شخصا يعتقد انهم مهاجرون غير شرعيين قتلتهم عصابة في المكسيك، تشكل "رمزا" ل"قدرة" الحكومة على "مواجهة" المنظمات الاجرامية. وقال مدير المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في المكسيك البرتو هيريرا ان "هذه الحالة (...) ستصبح رمزا لقدرة او عدم قدرة (السلطات) على مواجهة" الجرائم بحق المهاجرين غير الشرعيين والانتهاكات التي يتعرضون لها في هذا البلد. واضاف هيريرا في اشارة الى الجثث ال72 التي عثر عليها الثلاثاء في مزرعة في شمال شرق البلاد ان "درجة الافلات من العقاب في هذا البلد تجاوزت كل حدود" و"هو واقع يتجاوز حالة تناولتها وسائل الاعلام على غرار ما حصل في الساعات الاخيرة". وتابع "في حوارنا مع النيابة الفدرالية وادارة الهجرة، نلاحظ هوة كبيرة جدا بين التدابير المعلنة لحماية المهاجرين وامكان لجوئهم الى القضاء، الامر الذي رصدناه ميدانيا خلال الاشهر الاخيرة". وبحسب المفوضية المكسيكية لحقوق الانسان، فان نصف مليون مهاجر غير شرعي يعبرون المكسيك سنويا املا بدخول الولاياتالمتحدة، معظمهم من اميركا الوسطى. واظهرت احصاءات المفوضية انه بين ايلول/سبتمبر 2008 وشباط/فبراير 2009، قام افراد عصابات بخطف عشرة الاف منهم. واتهم معظم الناجين عصابة زيتاس بالقيام بذلك، وهي العصابة نفسها التي اتهمتها السلطات بارتكاب المجزرة التي كشفت الثلاثاء. وكان جنود من مشاة البحرية المكسيكية عثروا على 72 جثة في مزرعة نائية قرب الحدود الاميركية. وعثر مشاة البحرية على جثث 58 رجلا و14 امرأة يعتقد انهم عمال مهاجرون يوم الثلاثاء في المزرعة الواقعة في ولاية تاموليباس على بعد 150 كيلومترا من حدود تكساس عقب سلسلة من المعارك مع افراد عصابات المخدرات. وصرح متحدث باسم البحرية المكسيكية ان ثلاثة من المسلحين وجنديا من مشاة البحرية قتلوا في تلك المعارك بينما اعتقل شخص يشتبه بانه من افراد العصابات وفر عدة اشخاص آخرين. وقال المتحدث "الجثث ألقيت في انحاء المزرعة ولم تدفن. ما زلنا نجري تحقيقات لمعرفة كم من الوقت كانت هناك." ورفض ذكر تفاصيل اخرى. وقالت البحرية ان مشاة البحرية الذين يحرسون حاجز تفتيش قريب وصلوا المزرعة بعد ان ابلغهم رجل جريح هارب يوم الاثنين وأعطاهم معلومات تؤدي الى المنطقة التي رصدها الجنود من الجو. وتعرض الجنود لاطلاق النار حينما اقتربوا من المزرعة. واستولى مشاة البحرية على بنادق واعيرة نارية وأزياء عسكرية ومركبات منها مركبة عليها لوحة ارقام معدنية مزورة للجيش. وقال اليخاندرو بوار المسؤول الرفيع في الأمن القومي في مؤتمر صحفي ان الذين قتلوا قد يكونون عمالا مهاجرين من بلدان منها الاكوادور وهندوراس والسلفادور والبرازيل خطفتهم عصابات المخدرات وهم يشقون طريقهم الى حدود تكساس. واشار الى شهادة من الرجل الجريح وهو اكوادوري نقل إلى مسشتفى شمال المكسيك. ورفضت سفارة الاكوادور في مكسيكو سيتي التعقيب. وقال بوار ان العصابات المكسيكية انخرطت في السنوات الاخيرة في تهريب البشر. وكانت تخطف احيانا المهاجرين وتبتزهم وتجبرهم على حمل المخدرات عبر الحدود. وفي مايو/ آيار عثرت السلطات على 55 جثة في ولاية جيريرو الغربية و51 جثة على مشارف مونتيري بالقرب من تكساس في يوليو تموز. ومع اشتداد الحرب على المخدرات يسعى الرئيس فيليب كالديرون الذي نشر عشرات الالاف من الجنود لمكافحة العصابات حينما تولى منصبه في ديسمبر كانون الاول 2006 إلى تعزيز المساندة من ساسة المعارضة وزعماء المجتمع المدني. وقد قتل اكثر من 28 ألف شخص في المكسيك في عنف المخدرات منذ بدأ كالديرون حربه على المخدرات في اواخر عام 2006 الأمر الذي أثار المخاوف ان العنف قد يصيب الكثير من المكسيكيين الذين ليس لهم صلة بتجارة المخدرات بل ويقوض انتعاش ثاني اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية.