نعى الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور شهداء رفح من جنود الأمن المركزي، الذين قامت باغتيالهم مجموعة إرهابية صباح الاثنين. وأعلن الرئيس منصور الحداد الرسمي عليهم لمدة 3 أيام اعتبارا من الثلاثاء. من ناحية أخرى اعتبر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري أن العملية الإرهابية التي أودت بحياة جنود الأمن المركزي في مدينة رفح المصرية جاءت كرد فعل على القبض على مجموعة من الإرهابيين: منهم محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وعلى القيادي مصطفي حمزة، إضافة لما يحدث في القاهرة والمحافظات الأخرى من ضبط العناصر الإرهابية. وقال اللواء إبراهيم، في تصريحات لوسائل الاعلام : إنه تم تحديد هوية منفذي الهجوم الغاشم على شهداء الأمن المركزي ويجري تعقبهم والقبض عليهم، مشيرا إلى أنه تم التحفظ على سائقي السيارتين اللتين كانتا تقلان الجنود في رفح ويجري التحقيق معهما لمعرفة هل لهم صلة بالحادث أم لا . خبير أمني: الجماعات المتطرفة في سيناء مرتبطة بالقاعدة وتخترقها إسرائيل وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا أمس نعت فيه أبناءها من الضباط والأفراد والجنود الذين استشهدوا جراء الأعمال الإرهابية، خلال الخمسة أيام الماضية والذين بلغ عددهم نحو 102 شهيد، بالإضافة إلى686 مصابا. وقال البيان: سيكتب التاريخ بحروف من نور هؤلاء الرجال الذين جادوا بحياتهم ودمائهم من أجل الدفاع عن الوطن فاغتالتهم رصاصات الغدر والخسة وتمزقت القلوب وانهمرت الدموع وأججت المشاعر حزناً وأسى على أعز الرجال، سنكمل رسالتكم الوطنية وسنمضي على دربكم حاملين راية مصر خفاقةً عالية فإلى جنة الخلد ساكنين، وأضاف البيان: إنه في ضوء ما تشهده الساحة المصرية من اضطرابات وصراعات تهدد الأمن القومي المصري وتعرض المواطنين للخطر لم يكن لقوات الشرطة أن يغضوا أبصارهم وأسماعهم عن نبض المواطنين فعزموا النية والعهد على التصدي والدفاع عن مقدرات الوطن وحماية أبنائه من كل عابث جاهل أراد تدمير الوطن وقدموا حياتهم ثمناً في سبيل أن يحيا المصريون آمنين مطمئنين. من ناحيته قال الخبير الأمني المصري محمد مجاهد الزيات، إن "الأعمال الإرهابية" الدائرة في سيناء حالياً ترتكبها جماعات متطرّفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهي مُخترقة من جانب الاستخبارات الإسرائيلية. وقال مدير "مركز دراسات الشرق الأوسط" إن الجماعات المتطرّفة موجودة على أراضي سيناء منذ سنوات عديدة، وهي ترتبط بتنظيم القاعدة، مشيراً الى أن المنتمين إليها وهم مصريون وغير مصريين يعملون بتهريب السلاح وتجارته. ولفت إلى أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، والتي شهدت فلتاناً أمنياً واسع النطاق، شهدت عمليات تهريب السلاح ازدهاراً واضحاً حيث يصل السلاح إلى تلك المجموعات من ليبيا والسودان. وأضاف أن المجموعات التكفيرية في سيناء تتحرك، متمتعة بغطاء وحماية من بعض القبائل، للقيام بعمليات إرهابية ضد مراكز أمنية وعناصر من قوات الجيش والشرطة تحت ستار الجهاد. وقال الزيات "هناك حضور واضح للاستخبارات الإسرائيلية في مناطق عدة من سيناء حيث قامت باختراق العناصر التكفيرية من خلال عناصر فلسطينيين يقومون بتدريب تلك العناصر التكفيرية على استخدام الأسلحة وجمع المعلومات وتحليلها"، مبيِّناً أن "إسرائيل حققت مصلحة كبيرة لأمنها بجعل سيناء منطقة لتهريب السلاح، وبذلك ابتعد السلاح عنها ليتوجه إلى ناحية أخرى". حزب النور: استهداف الجنود في رفح عمل إجرامي يتعارض مع صحيح الدين وحمَّل الزيات نظام الإخوان "المسؤولية الكاملة عن استفحال الظاهرة الإرهابية" في سيناء طوال عام حكم البلاد فيه الرئيس المعزول محمد مرسي القيادي في الجماعة، مشيراً إلى أن مرسي أصدر مجموعة قرارات جمهورية بالعفو عن عناصر تكفيرية كانت هاربة خارج مصر ما مكَّنها من العودة وتوطيد علاقاتها بالجماعات التكفيرية في سيناء والمرتبطة بالقاعدة. الى ذلك أكد حزب النور ان استهداف الجنود المصريين في رفح، عمل إجرامي يتعارض مع صحيح الدين، وكذلك الإنسانية والمروءة. وأضاف الحزب في بيان له الاثنين أن هذه العمليات الإجرامية هي نتاج فكر تكفيري منحرف، وفتاوي تكفير عموم أفراد الجيش والشرطة، مما يحتم على أطراف النزاع القائم الآن، إبداء المرونة لإيجاد حل ومخرج للأزمة الراهنة لإعادة اللحمة للشعب المصري. وفي محافظة البحيرة لقي صحفي مصري حتفه ليل الاثنين فيما أصيب آخر إثر إطلاق النار عليهما من جانب قوات الأمن عند أحد الأكمنة بدمنهور. وقال مصدر أمني مصري إن تامر عبدالرؤوف مدير مكتب صحيفة الأهرام وحامد البربري مدير صحيفة الجمهورية بمحافظة البحيرة كانا قادمين من اجتماع في ديوان محافظة البحيرة في سيارة واحدة وعند أحد الأكمنة بدمنهور في فترة حظر التجوال، أشار أفراد الكمين لهما بالتوقف، فلم يتوقفا فأطلقوا عليهما النار ما أدى إلى مقتل مدير مكتب الأهرام وإصابة مدير مكتب الجمهورية.