كثفت قوات الأمن المصرية من إجراءاتها في سيناء على خلفية مقتل 25 مجندا وإصابة اثنين آخرين بالأمن المركزي في هجوم شنه مسلحون أمس بالقذائف الصاروخية والبنادق الآلية على حافلتين كانتا تقلهم على طريق رفح العريش بشمال سيناء. وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري أمام حركة العبور من الجانبين المصري والفلسطيني، بينما قررت كافة الجهات الأمنية وقف كافة الإجازات للجنود في شمال سيناء في إطار العمل على حمايتهم من استهداف الإرهابيين للجنود وهم في طريقهم لقضاء الإجازة أو عائدين منها. وقالت مصادر أمنية إن الحافلتين كانتا تقلان المجندين بمنطقة سادوت برفح على الطريق الدولي رفح- العريش، مضيفة أن "ثمانية مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارتين "دفع رباعي" قاموا باستيقاف المجندين بمنطقة سادوت برفح وأمروهم بالنزول والانبطاح على الأرض قبل إطلاق النار عليهم، ما أدى لمقتل 25 منهم وإصابة اثنين"، مشيرة إلى أن "هذه العملية ربما جاءت ردا على اعتقال محمد الظواهري زعيم السلفية الجهادية وشقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مطلع الأسبوع الحالي". وجاء الهجوم بعد ساعات قليلة من مقتل 36 سجينا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين خلال محاولة تهريبهم أثناء نقلهم إلى سجن بشمال القاهرة، قضوا اختناقا جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. واستنكر الخبير الأمني، اللواء فؤاد علام، الهجوم المسلح على المجندين واصفا إياها بمفاجأة خطيرة للقوات المسلحة. وأضاف علام، في تصريحات ل "الوطن"، أن "ما يحدث الآن هو استفزاز للقوات المسلحة من خلال تنفيذ عمليات إجرامية للتأثير على الأمن القومي وكيان الدولة، والخطة الموضوعة لتطهير سيناء تسير بخطوات ناجحة، خلال أسابيع سيتم تطهير سيناء من البؤر الإجرامية". ويقول الخبير الأمني، اللواء ضياء عبد الهادي، إن "سيناء تحولت خلال الأعوام الماضية إلى مجال خصب للإرهاب خاصة في منطقة جبل الحلال، وكنا نسمع عن الإمارة الإسلامية في سيناء وتفشي الاعتداءات المنظمة على قوات الشرطة بهدف إخلاء هذه المنطقة من القوات النظامية وتحولوا إلى ضرب نقاط الجيش وتخزين أسلحة في جبل الحلال وهي أسلحة ثقيلة قادمة من ليبيا ودول الجوار، وبالتالي تنامت قدرات هذه التنظيمات". من جانبه يقول الخبير العسكري وقائد القوات المصرية في حرب الخليج اللواء محمد علي بلال، إن "الجماعات الإرهابية في سيناء لديها الكثير من الأسلحة المتطورة الثقيلة والخفيفة، فضلاً عن وجود عناصر من خارج مصر وتحديداً من فلسطين، وهذه الجماعات الإرهابية مدربة ومنظمة ولها فكر معين تستخدمه في سيناء، وبالتالي فإننا ننتظر ارتفاع الأعمال الإرهابية في سيناء، ومن المتوقع أن تستمر مدة طويلة إلى أن يتم اكتشافهم والقضاء عليهم، لأنهم منتشرون في ثلث مساحة مصر وسيتم القضاء عليهم جزءا جزءا، لأنه من المستحيل التخلص منهم مرة واحدة". وقال النائب البرلماني السابق مصطفى بكري، إن "الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون ضد الجنود العزل في سيناء هي في عنق المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع وجماعته"، مضيفاً، في تصريحات إلى "الوطن"، إن "تلك الجريمة في عنق فرع الجماعة في غزة والمسمى حماس، والجريمة لن تمر، والإرهاب لن يستمر طويلا". وقال الكاتب الصحفي عصام كامل إن "تلك العملية الإرهابية تأتي رداً من جماعة الإخوان المسلمين على الخطاب الأخير لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي جاء في التوقيت المناسب بسبب حالة الإحباط التي تسيطر على المواطنين"، مطالباً بضرورة اعتقال كل قيادات جماعة الإخوان في جميع محافظات مصر لقطع الاتصالات بينها وبين الخلايا التابعة لها خاصة بعد لجوء الجماعة لاستئجار بلطجية لإحداث أعمال عنف والتي كشف عنها عضو مجلس الشعب السابق بمحافظة بورسعيد البدري الفرغلي. ويقول اللواء أركان حرب عبد الحميد عمران، في تصريحات إلى "الوطن"، إن "هناك تصاعداً في وتيرة الهجمات على المجندين المصريين رغم العملية العسكرية في سيناء، وهذا بدأ منذ مصرع 16 مجنداً مصريا في العام الماضي، وحذرت وقتها من أن المنفذين تابعين لإسرائيل، لكن القوات المصرية قامت بضرب جبل الحلال ما أدى لمقتل 32 شخصاً، منذ أيام. في سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية بحكومة حماس المقالة أن السلطات المصرية أعادت إغلاق معبر رفح البري مع غزة بعد يومين على فتحه جزئياً، وذلك بعد ساعات على الهجوم على المجندين المصريين بسيناء. وقالت في تصريح مقتضب على موقعها الإلكتروني "الجانب المصري أبلغنا رسمياً بإغلاق المعبر في الاتجاهين حتى إشعار آخر". بينما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه تم إغلاق الطريق الدولي العريش - رفح والمؤدي إلى ميناء رفح البري عقب الهجوم". من جانبه قال رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية "نتفهم تماماً الوضع الأمني في مصر وفي سيناء تحديداً، لكننا نطالب في ذات الوقت بإعادة فتح المعبر، ونتمنى الخير والسلام لمصر".