كد مصدر بحزب حركة نداء تونس امس ان لقاء تم مؤخرا بين رئيس الحزب الباجي قايد السبسي وزعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي في العاصمة الفرنسية باريس دون ان يخرج بنتائج ملموسة للأزمة السياسية التي تعيشها تونس. وقال القيادي والناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس أبرز الأحزاب المعارضة لزهر العكرمي لوكالة الأنباء الألمانية إن لقاء عقد بين رئيس الحزب الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي مؤخرا تناول سبل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. وحزب نداء تونس ترشحه استطلاعات الرأي لمنافسة حزب حركة النهضة الاسلامية بقوة في الانتخابات المقبلة. واكد العكرمي ان الحوار لم يفض الى أي نتائج ملموسة أو حلولاً للخروج من الأزمة. والتوتر قائم بين الحكومة الاسلامية والمعارضة العلمانية منذ أشهر لكن الأزمة ازدادت اشتعالا منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو الماضي وهو الثاني في ستة أشهر بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد. وتشكلت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أطياف المعارضة من بينها حركة نداء تونس، وهي تقود اعتصام الرحيل في ساحة باردو أمام مقر المجلس التأسيسي وتطالب بحل المجلس وكل السلطات المنبثقة عنه. وألقت الاحداث الدموية في مصر مؤخرا اثر فض اعتصامين لانصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بظلالها بقوة على الأزمة بتونس وفجر أسئلة بشأن السياسة التي سيتخذها الحزب الحاكم ازاء مطالب المعارضة. وقال العكرمي إن رئيس الحزب الباجي قايد السبسي تمسك بكامل مطالب جبهة الانقاذ بما في ذلك الدعوة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني غير متحزبة ومحدودة العدد تتولى الاشراف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقبلة مع مراجعة التعيينات في المناصب المهمة بالدولة. وأضاف العكرمي "الباجي لم يتزحزح عن تلك المطالب". وأوضح الناطق باسم الحزب "الحوار كان مجرد استطلاع آراء بين الطرفين، اللقاء كان بين رئيسي حزب ويفترض ان يشمل اطرافا أخرى مكونة لجبهة الانقاذ ومنظمات المجتمع المدني". ولم يتسن الاتصال بعضو بحركة النهضة للتعليق على اللقاء حيث يعقد مجلس الشورى وهو أعلى هيئة بالحزب منذ امس السبت اجتماعا للنظر في المبادرات المطروحة لحل الأزمة وتأكيد موقفه خاصة بشأن مقترح حل الحكومة الحالية. لكن رئيس الحركة راشد الغنوشي علق امس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ان اللقاء "كان ايجابيا وصريحا بهدف الوصول الى التهدئة والحوار والتوافق بين مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية في البلاد بديلا عن تجييش الشارع والتصعيد". وسبق ان صرح رئيس حركة النهضة الخميس الماضي بأن"الدعوة لتشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تستجيب للوضع الراهن وسيتسبب في إرباك المسار الانتقالي"، مضيفا أن أي تعديل وزاري سيستغرق وقتاً طويلاً بينما لا تحتمل البلاد الفراغ. وتقترح حركة النهضة في المقابل توسيع قاعدة الشركاء في الحكم الائتلافي الى حكومة وحدة وطنية سياسية.