تعودنا نعرف ذلك جيداً وجود الآراء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في مناسبات دقيقة وهامة من قبل رجال الصف الأول في معظم دول العالم وهي منطلق آراء لا تخدم في الدرجة الأولى من هي موجهة إليه في شعب آخر بقدر ما هي تمهد لسلبيات أكثر تهيئ لأوضاع أسوأ خصوصاً عندما تعني الآراء واقع مشاكل سياسية قائمة.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل ينفرد عربياً وعالمياً بواقعية النزاهة.. مر عالمنا العربي مع الأسف بكثير من المخاطر.. المخاطر التي قادت عالمنا إلى واقع أسوأ ونعرف جيداً وبشواهد دولية معروفة في أكثر من بلد عربي أنه لم يعرف في تلك الأزمات وهو رجل استفادة من انحدار جديد تفتعله آراء غير موضوعية.. بل هو.. ونعرف ذلك واقعياً عبر معظم أحداث عالمنا العربي يتجه في آرائه دائماً نحو ما هو صواب ومنطق.. وهي انفرادية نعرفها تاريخية لأن عالمنا العربي مع الأسف لم توجه أحداثه من قبل باحثين عن تطور عام بقدر ما هم باحثين عن مناصرة فئة ضد أخرى.. والأسوأ مواقف الدول الغربية بصفة عامة حين نجدها في أزمة مصر الراهنة تحاول توجيه الأحداث بمنطلقات توسع المزيد من الخلافات حتى وصل السخف إلى مطالبة موقف أمني دولي من أحداث القاهرة.. القاهرة.. حالياً.. وهو ما كان يجب أن يتم قبل عامين بقوى قيادتها إلى ائتلاف وطني متعدد الكفاءات والآراء.. والقدرات العسكرية تحمي هذه المنطلقات وليست تمارس الحكم وربما يكون هذا أول حضور موضوعي للقدرة العسكرية.. الملك عبدالله.. بوعيه الرائع وفكره السياسي النادر يدرك جيداً مقاصد الأخطار.. مقاصد أكثر من خلل مقصود في مضمون الكثير من الآراء بينما هو، حفظه الله، بموضوعية واضحة ونزاهة معلنة يعطي وجاهة الرأي التي أصبحت نادرة في عالمنا العربي.. إذا كنا نحتفظ لهذا الرجل التاريخي العظيم الكثير من منجزات التطوير الهائلة لمجتمعه فإننا نعرف له أيضاً نزاهة أفكار ولغة تعامله مع جميع مساحات عالمنا العربي ومصر مجتمع ليس من السهل أن يعرض لمزيد من الصراعات والتشتت وأن يكون مجتمع فئة حكم واحدة.. هذا غير منطقي فمصر بنزاهة شعبها وأهمية قدراتها يجب أن تتجاوز هذا الواقع المخيف وأن تصل إلى ما يمهدها له واقع حكمها القائم.. والجيش في كل بلد هو المصدر الأول لحماية كل أبعاد إيجابيات مجتمعه فكيف تأتي من قبل الغرب وغيره آراء بعيدة عن النزاهة.. دائماً لا يتوقف الملك عبدالله عند خصوصيات مجتمعه الذي نقله إلى أبعاد مجالات التقدم ولكنه يتعامل مع عالمه العربي بوعي ومصداقية أفكار يفتقدها عالمنا العربي ومصر هي منطلق الأهمية الأولى بين مجتمعات العالم العربي.. إن الدين مسؤولية جماعية عامة وليس انغلاقاً في وجود حزبية خاصة.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. وليس من هو أكثر تهديداً لغيره.. بل المؤلم أن تتحول الأمور في العالم العربي.. من صراع حزبيات إلى مرحلة صراع فئات أديان.. القدرة العسكرية في مصر ترفض ذلك.. والرجل التاريخي عبدالله فيما قال قدم وجاهة الرأي لمن هو منطقي في تقبل هذه الوجاهة..