مفاجأة غير متوقعة.. بل قللت من أهميات موضوعية - حضارياً وسياحياً - تتميز بها تركيا، إذا ما قورن تطوّرها بما يمر بالعالم العربي من مناسبات هبوط وصراعات وركض.. توجّه غريب وعجيب نحو غايات غير واقعية في عالم عربي عاش قبل سنوات طويلة واقعاً أفضل ثم إذا به في حاضره يتدرج إلى ما هو أسوأ.. كثيرون لا يحتفظون لتركيا في ذاكرتهم عما صنعه ماضيها القريب لحاضرها من امتيازات جيدة جعلتها مؤهلة للعضوية الأوروبية.. يضاف إلى ذلك أن العرب الذين كانوا يهربون إلى لبنان قبل أربعين عاماً كواقع سياحي متميز أصبحوا في السنوات الأخيرة أكثر تواجداً في تركيا، بل والاتجاه من قبل كثيرين إلى شراء مواقع سكن خاصة إضافة إلى تميزات تجارية في أسواقها المتنوعة العروض.. وبغض النظر أن تكون الحزبية الإسلامية متواجدة في مصر أو فاتحة ميادين التنافس والصراعات دينياً وعرقياً في العراق فإنه أساساً لا يعتبر تصرفاً يفيد الدين بتنافسات الحزبية بقدر ما يحرض وبشراسة دامية إلى فتح مواقع صراعات حلولها لا تكون بالسهلة.. أمامنا يتحدث التاريخ وعبر ما لا يقل عن الألف وثلاث مئة عام عن انطلاق أساليب استخدام الدين بين الشعب المسلم كوسائل دمار لم تكن بالسهلة.. كان التوقع أن تكون كل دولة إسلامية كاملة الوعي وكاملة التقدم الحضاري منطلق توعية لغيرها وذات وسائل لحماية أكثرية هذا الغير من منحدرات الهبوط التي نعرف تاريخها إسلامياً بشكل جيد.. أجزم أنه من الخير لتركيا - ليس سياسياً فقط، ولا لأهمية تركية خاصة فقط - أن تواصل الاتجاه على ما كانت تنفرد به بين الدول الإسلامية من جزالة حضور دولي وكفاءة تقدم علمي.. وكذا عضويتها الدولية الجيدة.. لأن ما حدث يعتبر خروجاً عن أي موضوعية وتوجهاً لغرض تبريرات وجود الأخطاء في دولة مثل مصر نعتز كثيراً بما هو عليه مجتمعها من حس إنساني متميز.. إنك تستغرب.. في أي مكان جغرافي بعيد أن تجد استغراباً لتعديل الأوضاع بعد مرحلة صبر تجاوزت العامين في آخرهما تصاعد الفقر وفقدت المباني والأسواق ضرورات الماء والبنزين.. فماذا سيأتي بعد ذلك.. إن ما قدمه الجيش في القاهرة هو ضرورة إنقاذ يفترض أن تعيه تركيا..