ذكرى البيعة مع ملكنا.. الرجل التاريخي عبدالله بن عبدالعزيز.. ليست ترتبط بتاريخ بدايتها لتمثل احتفاءً سنوياً مطلوباً ومرغوباً تقديراً كبيراً وجاداً لما تعنيه المناسبة.. ولكن هذه الذكرى في واقعنا تمثل حضوراً متواصلاً عبر الشهر والشهر، بل اليوم واليوم، لأننا مع منجزات الرجل التاريخي نعيش قريباً منه في فكره وقراراته عبر ما هو أمام عيوننا وفي فكرنا وعبر توالي تكاثر إيجابي لمتعددات المصالح في كل تطوير لواقعنا.. برهان الحقائق واضح للغاية.. من الداخل تجده واقعياً في كثير من متغيّرات الحياة الاجتماعية إلى الأفضل بمستويات جيدة وراقية، ولا نقول إنها تكاملت، حيث إن وجود المشروع وحده لا يكفي ولكن مع منجز الدولة لابد من منجز الكفاءة في قدرة المواطن.. تعدّد هذه القدرة بما يتفق مع تعدّد مجالات النمو المتكاثر الاتجاهات.. وهذا ما سيكون.. لكنه - وهذا طبيعي - لا يأتي دفعة واحدة ولكن مع المنطلقات التي وفّرها الرجل التاريخي لأخذ المواطن من ركود العالم العربي إلى واقعنا الجديد المتجه بنا نحو كل ما هو أفضل.. إن قدرة المواطن في توفرها هي مهمة ليست بالسهلة، ولذا توفّرت تعدّدات مقاصد نوعيات التعليم العلمي والاقتصادي.. لقد فتح الرجل التاريخي لكل فئات المجتمع كل مسالك الوصول إلى الأفضل.. كل مسالك برهنة الحقائق بأن المواطن السعودي في واقعه الراهن هو أفضل بكثير مما هو عليه واقع معظم المجتمعات العربية، وهو أمر مستجد مدعوم بحقائق الواقع.. نتحدث عن تطوير المواطن السعودي.. ولا نكون هنا نتناول المفاهيم البسيطة كما كانت تعنيه متطلبات المواطن.. فهو حالياً لا يؤهل لواقع تقليدي متواضع يطلب أن يتساوى فيه الجميع، ولكن ما هو مطروح من اتجاهات تنوّع كفاءات ومستويات معيشة يؤكد ببراهين الواقع تميّز حضور مواطنة كانت تُعرف في ماضيها القريب بالبداوة.. أنا هنا أتناول عموميات أوجدت فروقات ملحوظة في ما بين مستويات الحياة الاجتماعية ومعها القدرات العلمية، وكذا الاقتصادية.. وبين جميع المجتمعات العربية، الأمر الذي يجعلنا نأمل بشواهد واقع راهنة بأن يكون تطورنا القائم - الذي وضع أسسه وكفاءاته وضماناته رجلنا التاريخي - سوف يصلنا بمستويات المجتمعات الأرقى خارج متاهات العالم الثالث عموماً والعالم العربي بخصوصية أكثر..