كشفت صحيفة إسرائيلية أمس عن إن الإدارة الأميركية وافقت على أن تنفذ دولة الاحتلال أعمال بناء جديدة في المستعمرات اليهودية مقابل إطلاق سراح دفعة أولى من الأسرى الفلسطينيين غداً الثلاثاء. ونقلت صحيفة "معاريف" عن موظف أميركي رفيع المستوى قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينسق مع الإدارة الأميركية الخطوات المتعلقة بتنفيذ أعمال بناء في المستعمرات في موازاة المفاوضات مع الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أنه من الناحية الفعلية يدور الحديث حول تنسيق وافق الأميركيون خلاله على أعمال بناء "مقيدة" في المستعمرات مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وبناء على ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية ستقرّ الإفراج عن 26 أسيرا فلسطينيا، وفي المقابل ستعلن إسرائيل عن بناء مئات الوحدات السكنية في المستعمرات بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وأشارت إلى أن أعمال البناء الجديدة لن تجري في الكتل الاستيطانية الكبيرة فقط وإنما في المستعمرات التي تقع خارج هذه الكتل، والتي يعتبر الفلسطينيون أنه يتعين على إسرائيل إخلاءها في إطار اتفاق بين الجانبين. ونسبت "معاريف" للمسؤول الأميركي قوله إن إسرائيل وصفت أعمال البناء الاستيطاني هذه بأنها جزء من سياسة "العصا والجزرة" التي ستسمح بعدم انسحاب أحزاب يمينية من الحكومة، وخاصة حزب "البيت اليهودي" المتطرف، والحفاظ على سلامة الائتلاف الحكومي والاستمرار في العملية التفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت أنه في أعقاب هذا التنسيق بين الإدارة الأميركية ودولة الاحتلال الإسرائيلية وافقت الأخيرة على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين من الذين سُجنوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو من جهة، وعلى استمرار البناء في المستعمرات من الجهة الأخرى. وبالفعل، أعلنت وزارة الاستيطان الاسرائيلية أمس انها ستطرح عطاءات لبناء اكثر من 1000 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وقالت الوزارة في بيان "سيتم طرح العطاءات" ل793 وحدة في القدسالشرقيةالمحتلة و349 وحدة اخرى في مناطق مختلفة من الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك قبل ثلاثة ايام من بدء الجولة التالية من مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.