كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس النقاب عن استكمال الاستعدادات لاقامة المقطع من الجدار التوسعي الذي سيربط مستعمرة «معاليه ادوميم» بالقدسالمحتلة حيث سيبدأ العمل الشهر المقبل، وذلك رغم «المعارضة الحازمة من الولاياتالمتحدة». وقالت الصحيفة الاسرائيلية ان توقيت اقامة الجدار الجديد لم يأت صدفة. فهدف الخطوة هو تثبيت حقائق على الارض قبل تنفيذ خطة فك الارتباط، حيث تتوقع الحكومة الاسرائيلية ان تمارس الولاياتالمتحدة واوروبا دورا اكثر حزما في معارضتهما ربط «معاليه ادوميم» بالقدسالمحتلة بعد تنفيذ خطة فك الارتبط. كما أن بداية المفاوضات السياسية في المستقبل بين اسرائيل والفلسطينيين كفيلة باحباط اقامة الجدار. وتعلق اسرائيل أهمية كبيرة لبناء هذا المقطع من الجدار، حيث ستتيح هذه الخطوة امكانية التواصل الاستيطاني شرق القدس، وزيادة عدد المستوطنين في المنطقة بعشرات الالاف. وفي الوقت ذاته ستمنع وجود اي تواصل فلسطيني بين شمال وجنوب الضفة الغربية. واوضحت «معاريف» ان خطة «معاليه ادوميم» هي جزء من خطة أكبر، تربط «غوش عصيون» جنوبا ايضا بالقدس من خلال الجدار. واشارت الى ان قرار ضم «غوش عصيون» و«معاليه ادوميم» في مسار الجدار اتخذ في الحكومة الاسرائيلية قبل ثلاثة اشهر. وكخطوة استكمالية اقرت ايضا خطة باقامة 3,500 وحدة سكن في المنطقة بين القدس ومعاليه ادوميم، لخلق التواصل الاستيطاني اليهودي، في اطار الخطة المسماة اي - 1. وكانت حكومة شارون اتخذت في العام 2003، قرارا يقضي بأن يربط الجدار في المستقبل ب (اسرائيل) مستعمرات «ارئيل» و«كدوميم» شمال الضفة ايضا. ولكن من بين كل الكتل الاستيطانية المطروحة، فان «معاليه ادوميم» هي الاولى التي سيتم ضمها بواسطة الجدار عمليا (ولكن ليس من الناحية القانونية). وتوقعت «معاريف» ان يبدا بناء الجدار حول «غوش عصيون» في الاشهر القريبة المقبلة، فيما أن الجدار حول «ارئيل» وحول «كدوميم» مجمد بسبب تعهد صريح للامريكيين بهذا الشأن. واشارت «معاريف» الى ان الجدار حول «معاليه ادوميم» سيخلق كتلة استيطانية كاملة ترتبط بالقدس، ذلك أنه سيحيط ليس فقط مستعمرة معاليه ادوميم حيث يوجد 35 الف مستعمر، بل والمستوطنات بجوارها (كفار ادوميم، المنطقة الصناعية ميشور ادوميم وكيدار) والتلال المرشحة لبناء الاحياء الاسرائيلية الجديدة. كما سيقطع الجدار بين احياء القدسالشرقية من جنوب طريق القدس - اريحا، عن الاحياء العربية شمالي الطريق. والصلة بين شمال الضفة وجنوبها ستبقى من خلال طريق خاتم، يتيح للفلسطينيين حركة متواصلة من جنين حتى الخليل. ولن يكون الجدار الجديد متواصلا تماما، وستكون فيه ثغرة ضيقة تحت رقابة شرطة حرس الحدود حيث يمر طريق القدس - اريحا. ونقلت «معاريف» عن اوساط حكومية مخاوفها من ان أي عرقلة لاقامة الجدار ستكون بسبب الضغط الامريكي الذي من المتوقع أن يتعاظم مع بداية العمل. واشارت الى انه ومنذ قرار الحكومة الاسرائيلية حول المسار الجديد واقامة احياء يهودية بين القدس و«معاليه ادوميم»، اعرب ممثلو الادارة الامريكية عن معارضتهم للخطة ضمن امور اخرى في اعقاب احتجاجات اطلقها على مسامعهم الفلسطينيون.