قالت الصين امس إنها ستفرض إجراءات رقابة مشددة على الشركات المنتجة للحليب المجفف بعد فضيحة التلوث في شركة فونتيرا النيوزلندية وإنها ستعاقب "بشدة" أي شركة تكتشف بها مشكلات تخص الجودة أو السلامة. ودعت إدارة الغذاء والدواء الصينية الشركات إلى تحسين إداراتها وهيئاتها المعنية بالرقابة المحلية لتنفيذ القواعد التي تحكم القطاع على أكمل وجه. وقالت الإدارة في بيان على موقعها على الانترنت "انعدام المسؤولية والسياسات غير الواضحة وإهمال الإشراف أدى للقضايا الأخيرة الخاصة بسلامة تركيبات حليب الأطفال ومن الضروري تحسين جودة وسلامة الحليب المجفف لاستعادة ثقة المستهلك." ولم يتضح هل كانت الإدارة الصينية تشير لشركة فونتيرا النيوزيلندية او لشركات تصنيع الحليب المجفف بشكل عام أو لجهات تنظيمية محلية. وتضررت ثقة المستهلك في الصين على اثر فضيحة 2008 حين لقي ستة اطفال حتفهم ومرض آلاف اخرون نتيجة شرب حليب ملوث بمادة الميلامين الصناعية السامة. وسحبت فونتيرا أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم كميات من الحليب المجفف من الصين وغيرها من الدول بعد أن أعلنت عن اكتشافها بكتيريا ضارة يمكن أن تسبب التسمم. وتوجه الرئيس التنفيذي للشركة ثيو سبيرنجز الى الصين لتقديم اعتذار. ولتحسين الرقابة ستشكل ادارة الغذاء والدواء الصينية فريقا من المتخصصين يعمل مع هيئات الإشراف المحلية للتأكد من اضطلاعها بمسؤولياتها وقضائها على أي مخاطر في المراحل الأولى. وأضاف بيان الادارة أن من أبرز المهام الترويج لفهم أفضل للحاجة للجودة والسلامة في انتاج الحليب المجفف. وكانت الصين فرضت يوم الاربعاء غرامات على ست شركات منتجة للحليب المجفف بقيمة 110 ملايين دولار لتلاعبها في الاسعار وانتهاجها سلوكيات تتعارض مع المنافسة وكانت فونتيرا بين الشركات التي شملتها العقوبات وفرضت عليها غرامة أربعة ملايين يوان (653300 دولار) وهي أقل الغرامات. وفي موضوع مستقل، قال مسؤول صيني إن صناعة التربة النادرة في البلاد شهدت تقدما كبيرا عما كانت عليه قبل عامين بعد تطبيق سلسلة من السياسات، فيما أطلقت بكين حملة لمدة ثلاثة أشهر لابراز دور ومسؤوليات الحكومات المحلية في مكافحة الأنشطة غير القانونية في هذا القطاع الحيوي. وفي هذا الإطار، انطلقت فعاليات منتدى الصين الخامس للتربة النادرة في مدينة باوتو بمنطقة منغوليا ذاتية الحكم والتي تملك 80% من عناصر التربة النادرة في البلاد. ووفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، قال تشن يان هاي مدير قسم المواد الخام التابع لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بالمنتدى إن صناعة التربة النادرة شكلت نظام إدارة موحد من خلال الجهود المشتركة المبذولة من قبل عدة قطاعات حكومية. وأضاف تشن أن معايير إدارة الصناعة وقواعدها بالإضافة إلى وضع معايير بشأن الانبعاثات الملوثة وفرض ضرائب على موارد التربة النادرة أسهمت في تطور الصناعة بشكل سليم. وقال إنه "تم ضبط نظام الصناعة بعد إجراء حملات لمكافحة النشاطات غير القانونية في السنوات الأخيرة"، مشيرا إلى أنه تم إغلاق 14 منجما غير قانوني وتم التحقيق في 14 قضية بشأن تهريب التربة النادرة بقيمة تبلغ 400 مليون يوان (نحو 65 مليون دولار) خلال الفترة بين عامي 2011 و2012. وأوضح أنه قد تم إنفاق أكثر من أربعة مليارات يوان في دعم التحقيقات في حماية البيئة في هذا القطاع. وتسعى السلطات الصينية إلى تقليل عمليات الاستكشاف والانتاج والتوزيع غير المشروعة لمعادن التربة النادرة، وكذا تنظيم مؤسسات تدوير التربة النادرة ما دفعها لإطلاق حملة تستمر من 15 أغسطس الجاري الى 15 نوفمبر القادم وذلك وفقا لبيان على الموقع الالكتروني لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية. وأوضح البيان أن الحملة سيشترك فيها 8 هيئات رسمية تضم إلى جانب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وزارة الأمن العام ووزارة الأراضي والموارد ووزارة حماية البيئة والمصلحة العامة للجمارك والمصلحة العامة للضريبة ومصلحة الدولة للصناعة والتجارة ومصلحة الدولة لسلامة العمل. وتنتج الصين أكثر من 90 من معادن التربة النادرة في العالم التي تستخدم في الكثير من الأجهزة التكنولوجية وتمتلك حوالي ثلث الاحتياطيات العالمية منها.