أكدت شركة «فونتيرا» النيوزيلندية، أن «منتجات الألبان من شركتين تستخدمان موادها الخام آمنة»، لأن «أي بكتيريا تموت خلال عملية التصنيع»، وشددت على أن سلامة الغذاء «في طليعة أولوياتها». وأشارت «فونتيرا» وهي أكبر شركة مصدرة لمنتجات الألبان في العالم، إلى «اكتشاف بكتيريا في بعض المنتجات تسبّب تسمماً غذائياً»، ولفتت إلى أنها صدرت «كميات من بروتين مصل اللبن الملوثة إلى الصين وماليزيا وفيتنام وتايلند والسعودية، مستخدمة منتجات من بينها حليب الأطفال». وأوضح رئيسها التنفيذي ثيو سبيرينغر في مؤتمر صحافي في بكين، الى أن زيارته الصين تهدف إلى «طمأنة المستهلكين»، معتذراً عن التلوث. وأوضح أن مسحوق الحليب الذي تبيعه «كوكاكولا» وشركة «واهاها» الصينية «آمن». وأعلنت وزارة الصناعات الأولية النيوزيلندية، أن الصين «أوقفت استيراد بعض منتجات الألبان من نيوزيلندا وأستراليا». وذكرت السلطات الصحية السعودية، أنها رصدت كميات من حليب الأطفال المصنع في نيوزيلاندا من شركة «فونتيرا» والملوث ببكتيريا يمكن أن تؤدي إلى «التسمم الوشيقي» أو "التسمم المسبب للشلل». وأكدت أن الكميات «لم تدخل إلى السوق وستُتلف». وأشار وزير التجارة النيوزيلندي تيم غروسر، إلى أن الصين «أوقفت استيراد مسحوق الحليب من نيوزيلندا وأستراليا بعد اكتشاف البكتيريا، ما يهدد تجارة حجمها 9.4 بليون دولار سنوياً». ويأتي نحو 90 في المئة من واردات الصين من مسحوق الحليب البالغة 1.9 بليون دولار العام الماضي، من نيوزيلندا، واعتبر اقتصاديون، أن حظراً طويلاً ربما يتسبّب بنقص منتجات الألبان في الصين بما فيها الأنواع الخارجية من حليب الأطفال. وشمل الحظر أستراليا بعد تصدير بعض بروتين مصل اللبن إلى هناك قبل شحنه إلى الصين وأماكن أخرى. ولم يصدر إعلان رسمي من السلطات الصينية، لكن هيئة حماية المستهلك لفتت إلى أربع شركات ربما تكون استوردت منتجات ملوثة من «فونتيرا». وأفادت الإدارة العامة للإشراف على الجودة والتفتيش والحجر الصحي، بأن الشركات هي «دومكس» التابعة لمجموعة «دانون» الفرنسية، ووحدتان لمجموعة «واهاها» وهي من أكبر منتجي المشروبات في الصين، وشركة «شنغهاي» للسكر والتبغ والخمور المملوكة من الدولة. وتُعدّ «فونتيرا» مورداً كبيراً لمكونات منتجات الألبان بالجملة لشركات الأغذية والمشروبات العالمية، وأوضحت أن الشحنات الملوثة «شملت أيضاً الوحدة الصينية لشركة «كوكا كولا»، وشركات لتصنيع الأعلاف في نيوزيلندا وأستراليا». وأعلنت الإدارة الوطنية للغذاء والعقاقير في بيان على موقعها الإلكتروني، أنها طلبت من ممثلين عن «هانجتشو واهاها» و "دومكس» و «كوكا كولا» الصين، «وقف بيع المنتجات التي يمكن أن تكون ملوثة وسحب أي منتجات مشتبه بها في أسرع وقت». وقالت ناطقة باسم «كوكا كولا»، إن الشركة «تستعد لسحب كميات من منتج لها في الصين، ربما يكون بروتين مصل اللبن الملوث دخل في تصنيعه». وأكدت أن المنتج «لا يشكل خطراً على صحة المستهلكين نظراً إلى المعالجة الحرارية التي يمر فيها خلال تصنيعه». وتتزامن أحدث أزمة مع ارتفاع أسعار الألبان العالمية إلى مستويات قياسية بسبب مصاعب يواجهها الموردون لمواكبة تنامي الطلب في الأسواق الناشئة. ولا يُستبعد أن يتسبب حظر منتجات نيوزيلندا بارتفاع الأسعار. ورأى اقتصاديون، أن إمدادات الألبان الصينية المصنعة محلياً «متدنية»، ونبّهوا إلى «شح المعروض بسبب حظر الاستيراد من نيوزيلندا وأستراليا». ولفت الاقتصادي لدى «إيه أن زد» كون وليامز في تصريح الى وكالة «رويترز»، إلى أن «الإنتاج المحلي في الصين «ضعيف»، لذا رجح إمكان «حصول نقص في المنتج لفترة». وقال: «ربما تلجأ الصين في الوقت الحالي إلى الاستيراد من الولاياتالمتحدة وأوروبا». وتحدثت تقارير عن قرارات لدول قضت بوقف الواردات وسحب منتجات الألبان المصنعة في نيوزيلندا من الأسواق. إذ أفادت وكالة «ايتار تاس» الروسية، نقلاً عن هيئة حماية المستهلك، أن روسيا «أوقفت استيراد منتجات «فونتيرا» وتداولها». كما قررت تايلاند سحب المنتجات المستوردة منذ أيار (مايو) الماضي. وفي نيوزيلندا، سحبت «نوتريسيا» التابعة ل «دانون» بعض أنواع حليب الأطفال الذي يباع تحت العلامة التجارية «كاريكير».