ظل حلم إحياء تقليد صيد اللؤلؤ في الإمارات يراود عبدالله السويدي إلى أن وضع حبة رمل داخل صدفة ثم أعادها إلى مياه الخليج الدافئة عام 2004، وبعد قرابة عشر سنوات بدأ السويدي نائب رئيس شركة لآلئ رأس الخيمة القابضة التي شارك في تأسيسها يجني ثمار عمله من خلال أول مزاد لبيع اللؤلؤ المزروع من إنتاج الشركة في مزرعتها قبالة سواحل رأس الخيمة. وقال السويدي إن فكرة المشروع نبتت من القيمة التاريخية لإنتاج اللؤلؤ في الخليج الذي يقول بعض المؤرخين إنه يرجع إلى 6000 سنة. وكان الغوص لصيد أصداف اللؤلؤ هو مصدر الدخل الرئيسي لكثير من العائلات في المنطقة لكن الحرفة بدأت تندثر بعد الحرب العالمية الأولى مع اكتشاف النفط في الخليج ثم بعد ظهور المنافسة من اللؤلؤ المزروع في اليابان. وتربي لآلئ رأس الخيمة القابضة في الوقت الحالي 40 ألف صدفة في مياه الخليج المالحة، وأقام مركز دبي للسلع المتعددة مزادا في شهر يونيو لبيع بعض إنتاج شركة لآلئ رأس الخيمة. وتستخدم لآلئ رأس الخيمة أساليب زراعة اللؤلؤ اليابانية التي تشمل عملية دقيقة لزرع جسم غريب في الأصداف ثم وضعها مجددا في مياه البحر، وقال خبير في زراعة الؤلؤ بشركة لآلئ رأس الخيمة إن نسبة نجاح عملية زرع اللؤلؤ تزيد على 80 في المئة. وتملك حكومة رأس الخيمة حصة في مشروع اللؤلؤ المزروع ووضعت خطة لوضعه ضمن المزارات السياحية في إمارة رأس الخيمة. وقال السويدي إن السائحين سوف يصطحبون في جولة بالقوارب إلى منطقة تربية المحار وسيسمح لهم بالتقاط بعض الأصداف للبحث عن اللؤلؤ بداخلها، وأضاف أن الشركة تدرس حاليا إمكانات التوسع داخل وخارج الإمارات. وذكر أحمد بن سليم نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة أن إنتاج شركة لآلئ رأس الخيمة القابضة يباع لتجار من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وروسيا، وقال إن الشركة تبذل مجهودا كبيرا لإعادة تجارة اللؤلؤ إلى منطقة الخليج ودولة الإمارات للمرة الأولى منذ مئات السنين. وشهدت بورصة دبي للؤلؤ التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة زيادة مطردة في تداول اللؤلؤ خلال السنوات العشر الماضية. وذكر فرانكو بوزوني المسؤول في بورصة دبي للؤلؤ إن قيمة اللؤلؤ المتداول من خلال البورصة زادت سنويا باطراد في السنوات الماضية، وقال "زادت القيمة نحو 25 في المئة سنويا نموا مركبا حتى 2011 وهو آخر عام جمعت فيه بيانات، وهذا يعني تداولا قيمته 30 مليون دولار في 2011 مقابل أربعة ملايين في 2003". وتعتزم لآلئ رأس الخيمة القابضة زيادة عدد الأصداف التي تزرعها من 40 ألفا في الوقت الراهن إلى 200 ألف خلال بضع سنوات. وقال السويدي إن الشركة لآلئ رأس الخيمة القابضة ليست إلا مشروعا تجريبيا ويأمل مع زيادة اهتمام المستثمرين به إنشاء مشاريع أخرى مماثلة في دول عربية خليجية أخرى.