أضواء العيد السعيد تغمرنا بالبهجة والسرور، فالعيد فرحة في القلوب وبسمة في الشفاه، ونظرة جذلى لكل مظاهره الرائعة في العيون. والعيد يعيد للإنسان ذكريات جميلة أهمها اجتماع الشمل بالأهل والأصدقاء ومعايدة المعارف والزملاء، ذكريات لايمكن أن تمحى من الذاكرة. لكن الشعراء يتميزون بإحساسهم المرهف، ولا يمكن أن ينسوا أن العيد هو دعوة إلى استلهام الماضي بكل ما يتميز به من انتصارات على الأعداء، وإبراز العهود الإسلامية العظيمة. والشاعر الرقيق والرائع (حسن مصطفى صيرفي) أحد أبرز شعراء المدينةالمنورة، بل لعله أحد أوائل رواد الحركة الشعرية في المملكة العربية السعودية، ومن طلائع شعراء المدينةالمنورة في العصر الحديث. وحسن صيرفي – رحمة الله -هو شاعر المدينةالمنورة، وهو يستحق هذا اللقب مع الشاعرين الراحلين الأستاذ محمد هاشم رشيد والدكتور محمد العيد الخطراوي رحمهما الله. وللشاعر حسن مصطفى صيرفي رحمه الله-كما أذكر- ديوانان شعريان هما: (قلبي -ودموع وكبرياء)، وهما يحفلان بشعر رائع في مختلف الموضوعات. ويتميز شعره بكثير من الشفافية والصدق والجمال، كما أن له بعض القصائد التي ينتقد بها الأوضاع الاجتماعية بأسلوب عذب وبسيط، يعتمد فيها أحياناً على اللغة الشعبية التي تحمل روح الفكاهة والمرح... ومن قصائده الجميلة تلك القصيدة التي ينظر فيها إلى العيد نظرة حزينة، ويتذكر فيها العهود الزاهرة للإسلام، انتصارات المسلمين، ثم ما ضاع من تلك الانتصارات في الأندلس، ثم في فلسطين.. فلنسمع إليه: ونقول: ربما ينتصر العرب والمسلمون، ويعود العيد أجمل وأبهى.. مشرقاً بنور الانتصار على النفس.. وعلى الأعداء.. ياعيد عدت فهل عادت ليالينا وهل ترنم في الصحراء حادينا وهل تبسم ثغر الدهر وانفرجت تلك الاسارير عن تقطيبها حينا عن عهد طه وعن عهد الخلافة عن بني أمية والعباس أنبينا بل عن تراث نسينا أن قيمته دم الجدود نفضنا منه أيدينا أعد حديثك عن بدر وعن أحد وعن حنين ويرموك وحطينا وعن أناس تفانوا في عقيدتهم قد جرعوا الكفر بالإيمان غسلينا كانوا إذا انصرفوا يوما لغايتهم لا يرجعون بغير المجد آتينا كذا بدأنا فما كانت نهايتنا؟ واخجلتا إنها والله تخزينا من لي ينبه قومي من مراقدهم طال المنام وقد ماتت أمانينا فردوسنا قبل أمس ضاع وا أسفا وأمس قد سلبوا منا فلسطيناً أعانهم كل ظلم وواخجلا أعانهم بعضنا ممن يوالينا حرب الصليب ترى عادت شرارتها من بعد ما هدأت نيرانها حينا