لعل من أشهر وأجمل القصائد التي حفظتها ورددتها كثيراً في حياتي قصيدة "أمجاد المدينة" للشاعر المدني حسن مصطفى صيرفي (رحمه الله)، والتي تعبر عن الأمجاد التي تفخر بها المدينةالمنورة، طيبة الطيبة، دار الإيمان، مثوى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وكل ما يوجد في المدينة يحفل بالأمجاد، ويومئ إلى الانتصارات العظيمة التي أحرزها المسلمون في عهد رسول الله صلى لله عليه وسلم أو بعد وفاته. يقول شاعرنا :- وقف الناس ينظرون مناري كيف شع الهدى على كل نجد أنا دار الإيمان والمثل الأعلى ورمز الخلود في كل مجد أنا إن بدد الزمان شعاعي لن ترى النور هذه الأرض بعدي أنا خير البقاع كرمني الله بخير الأنام في خير لحد أنا قابلته بأرحب صدر ثم أودعته حشاشة كبدي أنا لا أملأ البلاد ضجيجاً خادعاً كالسراب ليس بمجد في رحابي ترعرع العلم طفلاً ومشى حارساً جحافل أسد دوخوا قيصراً وطاحوا بكسرى ومضوا يتبعون هنداً بسند ثم يقول :- وجيوش السماء يوم حنين نصرت معشري بأكرم جند والأعاصير والرياح بسلع مزقت شمل قاصدي بالتعدي أنا هذا الذي ذكرت فمن ذا يرفع الرأس بعد هذا التحدي ويتبين من هذه القصيدة تأثر شاعرنا المدني الأستاذ حسن صيرفي بالشاعر الكبير أحمد شوقي ونفحاته الرائعة في مديح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ... كما أنها تومئ إلى نضج الأداة الشعرية لدى شاعرنا المدني والتفاتاته الرائعة إلى الماضي الإسلامي الزاهر للمدينة المنورة، فهي دار الإيمان، وهي خير البقاع. كرمها الله بخير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، قابلته بالحب والترحاب، في رحابها ترعرع العلم، وخرج منها الأبطال الصناديد الذين أطاحوا بدولتي الروم والفرس، وهما أعظم امبراطوريتين في ذلك الزمان. وفي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم هزم الله جيوش الأحزاب الكافرة عند جبل سلع. فأين يمكن أن نجد مجداً يرفع الرأس مثل ما كان عند سلع .... المدينة كلها أمجاد، وستظل أمجادها مستمرة مدى الدهر، ما دام هناك راية تخفق بشهادة "لا إله إلى الله، محمد رسول الله". رحم الله شاعرنا المدني "حسن مصطفى صيرفي" صاحب ديوان "دموع وكبرياء" الشاعر الإنسان الذي كان مثالاً للشاعر الذي أحب الناس، وأحب المدينة بكل ما يملك من عاطفة ووجدان .... كانت له صولات وجولات في مختلف ألوان الشعر، وخاصة الشعر الإسلامي والغزلي والفكاهي والأخوانيات....