عندما اشتكى المتنبي الشاعر عودة العيد من جديد في قوله : عيد بأيه حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيه تجديد كان ينظر إلى الماضي الذي لم ينصفه بالرغم من مواهبه وقدراته العقلية. ولم يكن ذلك الشاعر يفكر كثيراً إلا في طموحاته وتحقيق أمنياته، التي لا يمكن تحقيقها في ظل المنافسة والحسد وتكالب الأعداء عليه !! ونسي المتنبي بأن أجمل ما في العيد هو أنه يعيد إلى النفس ذكريات جميلة، ذكريات المحبة للأهل والأصدقاء والمعارف والزملاء، ذكريات الرحمة والعطف على الفقراء. وعندما يعود العيد من جديد، نتذكر الأعزاء الذين فقدناهم في مناسبات متعددة فندعو لهم بالمغفرة والرحمة .. أن نواسي الضعفاء، ونمسح دموع الفقراء والمحرومين. وعندما جاء العيد على الشاعر السعودي حسن مصطفى صيرفي – رحمه الله- قال : يا عيد عدت فهل عادت ليالينا وهل ترنم في الصحراء حادينا وهل تبسم ثغر الدهر وانفرجت لك الأسارير عن تقطيبها حينا عن عهد طه وعن عهد الخلافة عن بني أمية والعباس أنبينا ثم قال : أعد حديثك عن بدر وعن أحد وعن حنين ويرموك وحطينا وعن أناس تفانوا في عقيدتهم قد جرّعوا الكفر بالإيمان غسلينا إننا ونحن نعيش هذه اللحظات السعيدة لابد أن نتذكر أن العيد يتطلب منا المشاركة في المشاعر والأحاسيس، يتطلب منا المزيد من التعاون والتفاهم فيما بيننا. ينبغي أن ندرك أن العيد في الإسلام ليس مجرد لبس الجديد ومعايدة الأهل والأصدقاء فقط، بل إنه الفرحة الصادقة بالتعاون والتقارب والتفاهم بين جميع المسلمين. أهلاً بالعيد من جديد من أجل أن تصبح الأمة العربية والإسلامية يداً واحدة وقلباً واحداً ولساناً واحداً للوقوف أمام قوى الغدر والعدوان في أي مكان في العالم. أهلاً بالعيد من جديد .. بسمة صادقة من القلب تحمل المحبة والخير للآخرين، أهلاً بالعيد من جديد للعمل من أجل الآخرين، ونبذ الفرقة والأنانية والحسد والضغينة والطمع .... أهلاً بالعيد من جديد لنكون إخواناً متعاونين في مجتمع مسلم يستلهم الماضي ويعمل للمستقبل المشرق بإذن الله تعالى ....