ترك منزله في "حي البحر" وسط المدينةالمنورة، وبات يسكن مع ابنه عبدالرحمن في مخطط "شوران"، وهي منطقة عالية تشرف على حبيبته المدينة التي أهداها جل كتاباته. يقول محمد العيد الخطراوي الذي أجبرته ظروفه الصحية على ملازمة منزله واعتزال الساحة الثقافية حين سألته "الوطن" ما إذا كان يتابع ما يدور في الساحة الثقافية؟ إنه بالكاد يتابع اليوم ظروفه الصحية، إلا أنه عاد ليكشف أن لديه بعض المخطوطات في اللغة، والشعر، ويسعى إن أسعفه الوقت والعمر أن يحققها، ومن بينها ديوان الشاعر المديني جعفر البيتي الذي كان يلقب ب"متنبي الحجاز"، إضافة إلى مجموعة شعرية بين شاعرين جعفر البيتي، ومحمد أمين زللي. الخطراوي لم يعد لديه في منزله الجديد سوى خادمة ترعى شؤونه وقبل ذلك كتبه، التي تحيط بسريره من كل مكان. لم يخف "غسله" - حسب تعبيره - أو تخلصه من عدد من النصوص الشعرية، والكتابات التي أنجزها في فترات متباينة ومن بينها قصائد هجاء، وقال بسخريته المعهودة: البعض يعتقد أن "غسل" مصطلح جديد، حين تحدث عنه الناقد عبدالله الغذامي، فأصبح مصطلحا طريفا يستهلكه البعض، علما بأنه موجود في تراث العرب. الخطراوي الذي نشأ بالمدينةالمنورة رحل كثير من أصدقائه الأدباء والشعراء ممن جايلوا تجربته مثل الشاعر محمد هاشم رشيد، والشاعر حسن مصطفى صيرفي وقبل ذلك أديب المدينة ورئيس ناديها الأسبق عبدالعزيز الربيع، أكد وهو يحن لهؤلاء الذين لم يبق منهم أحد أنه يتمنى جمع كل ما كتبه عن المدينةالمنورة في موسوعة واحدة. وكشف عن السرقة التي تتعرض لها مؤلفاته مفضلا عدم الدخول في ذكر أسماء، مكتفيا بقوله إن كتابه "علم الفرائض" وهو عبارة عن منهج تعليمي في تقسيم علم المواريث، كان المقرر الرسمي للتدريس في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإنه أكثر كتاب ضاعت حقوقه، حيث طبع عشرات المرات دون أن يأخذ حقوقه. أما قصة عدم رضاه عن كتاب "العلوم الشرعية" الذي تضمن توثيقا لواحدة من أهم المدارس التي تخرج فيها عدد واسع من العلماء والأدباء بالمدينة لمنورة، في فترة مبكرة فقال الخطراوي: الكتاب خرج وقد عمل عليه مثل ما عمل في بقية كتبه، إلا أنه غير راض عنه بسبب كثرة الشخصيات التي تُرجم لها من طرف مؤسسي المدرسة!