ودع قادة الدول العربية والاسلامية وشعوبها وشعوب العالم اجمع احد ابرز قادة العصر الحديث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، حيث شارك في تشييع جنازته جمع كبير من قادة دول العالم في دليل يؤكد لما للفقيد من مكانة عالمية استحقها بحسن قيادته وبعد نظره واسهاماته الكبيرة لخدمة دينه وأمته والسلم والاستقرار العالمي خادم الحرمين الشريفين الذي احب هذا اللقب واعتمده لقباً رسمياً واختاره بين كافة الألقاب وترجمه على ارض الواقع بخدمته لدينه بما قدم من دعم الاسلام والمسلمين في كل بقاع العالم من خلال اقامة المساجد والمراكز الاسلامية ودعم الدعوة وقبل ذلك كله دعمه الحرمين الشريفين اللذين شهدا في عهده اكبر توسعة في تاريخهما كما وكيفاً. وإيضاً إنشاء مطبعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة التي قدمت للعالم الاسلامي نسخ المصحف الشريف بجميع لغات العالم وأسهم - يرحمه الله - بإيصال نسخ المصحف الى كل مسلم على وجه الارض. ولعل هذين العملين من ابرز واسمى ما قدم خدمة للدين الاسلامي، وهو عمل توارثه حكام هذه البلاد عهد المؤسس الملك عبدالعزيز الذي اسس هذه البلاد على عقيدة التوحيد عبدالعزيز الذي اسس هذه البلاد على عقيدة التوحيد. ان جملة الانجازات التي تحققت خلال العقدين الأخيرين خلال تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - يرحمه الله - لمقاليد الحكم انما هي اضافة ثرة لمسيرة «خيرة» بدأها الملك المؤسس واكملها من بعده ابناؤه البررة. لقد شهدت فترة حكم الملك فهد تنفيذ الخطط التنموية الشاملة في كافة المجالات، واسهمت في تأكيد مكانة الملك المؤسس المملكة ودورها المرموق والمؤثر عالمياً وأقليمياً وفي كافة. المجالات السياسة الاقتصادية والرياضية. واكملها من بعده ابناؤه البررة. فعلى المستوى السياسي تعتبر المملكة احد المحاور العالمية الرئيسية صاحبت الدور المؤثر في كافة القضايا الدولية والأقليمية. وفي المجال الاقتصادي تبقى المملكة بحسن سياسة قادتها صاحبة الدور الرئيسي في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي من خلال سعيها الدائم للحفاظ على استقرار اسواق النفط وتضحياتها الكبيرة في سبيل ذلك. قطاع الشباب الذي يمثل الشريحة الكبرى في المملكة حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين ودعمه اللا محدود مما كان له الأثر الكبير في التواجد الدولي للشباب والرياضة السعودية التي اقتحمت الصفوف وتبوأت مراكز الصدارة عربياً وقارياً ودولياً ويكفي ان العقدين الماضيين شهدا حصول منتخب المملكة الأول على بطولة القارة ثلاث مرات متتالية ووصل الى كأس العالم اربع مرات متتالية ايضاً.. وصغارنا حققوا بطولة العالم.. ومنتخبات اليد وشباب القدم وأبطال القوى حققوا انتصارات عالمية وانجازات سجلها التاريخ بمداد من ذهب. كلنا منتمون للقطاع الرياضي نتذكر ذلك اللقاء الذي تفضل به - رحمه الله - على شباب منتخبنا الأول اثر تأهلهم لنهائيات كأس العالم لأول مرة عام 1994م. وهو اللقاء الذي كشف مدى قربه ومتابعته لأبنائه من خلال حديثه الأبوي معهم فرداً فرداً، وحثهم على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتعاليم الدين الحنيف وتقديم الصورة المشرفة للمواطن السعودي المسلم في هذا المحفل العالمي. وكان لهذا اللقاء تأثيره المعنوي فشاهدنا الأخضر بنجوحه يقدم الصورة المشرفة اداء وخلقاً كسب من خلاله اعجاب العالم. ٭ واليوم يستلم الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليواصل المسيرة الخيرة ان شاء الله خاصة وانه - يحفظه الله - كان السند والساعد الايمن للفقيد الراحل. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والهمنا جميعاً الصبر والسلوان انه سميع مجيب. وكل الدعوات بالتوفيق والسداد لخلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليواصل مسيرة الخير والعطاء والبناء لخدمة الدين والوطن إن شاء الله.