من أجمل المقولات التي وقفت عليها، ووجدتها جامعة مانعة، مقولة تنسب لحكماء الهند، يمكن أن تكون أصلاً من أصول النجاح، وقاعدة من قواعد التميز، وركناً من أركان العيش، وفيها يقولون: " من أراد النجاح في هذا العالم، فعليه أن يتغلب على أسس الفقر الستة: النوم، والتراخي، والخوف، والغضب، والكسل، والمماطلة". وأحسب أن هذه الأسس الستة، هي لُبّ الشرور، ومجمع الآفات. إنها أم البلاء... هل بحثتم يوماً عن ناجح، يُكثر النوم، ووجدتموه؟! فتشوا عن ناجح، غير حازم في وقته، ومع نفسه، وسيعييكم البحث! أما الخائف، فهو أسير خوفه، متقوقع فيه، غير قادر على تجاوزه! وسريع الغضب يعيش مع كتلة من نار، تحرقه وتحرق غيره! أما الكسل، فيكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم، استعاذ بالله من العجز والكسل. وتأمل، لو كنتَ صاحب دُكان، أكنت توظف كسلاناً ليعمل عندك؟! ولا أظن عاقلاً سيجيب بنعم! لا تصحب الكسلان في حالاته كم صالح بفساد آخر يفسُدُ عدوى البليد إلى الجليدِ سريعةٌ والجمرُ يوضعُ في الرماد فيخمُدُ والمماطلة، هي التسويف. يكون في مهامك مشروع لتنجزه، فتماطل في إنجازه مع نفسك، وتحوله لغدٍ، وغداً لناظر المسوف بعيدٌ، فلا يأتي الغد، إلا وقد تمطط لبعد غد، حتى لكأنه سرابٌ بقيعة، يحسبه الظمآن ماءً. قيل لرجل من عبد قيس: أوصِ! فقال احذروا، سوف! وكتب محمد السائح ناصحاً صاحبه:"أي أُخيَ، إيِّاكَ وتأمير التسويف على نفسك، وإمكانه من قلبك، فإنه محل الكلال، وموئل التلف، وبه تُقطعُ الآمالُ، وفيه تنقطعُ الآجالُ؛ فإنكَ إن فعلت، أنلته من عزمك". فتأمل كيف يكون التسويف، مع أنه إمعان في البطالة، مصدراً للتعب والإعياء! من جمع الخصال الست، أحاط به الفقر من كل حدب وصوب، ومن كان به بعضها، ناله من الوهن الكثير، ومن تغلب عليها فقد ربح. وقولهم: تغلب، تأكيد على أن الانتصار عليها لا يكون إلا بمعركة، وأعظم المعارك، تلك التي نخوضها مع أنفسنا!